چهارشنبه / ۲۵ مهر / ۱۴۰۳ Wednesday / 16 October / 2024
×

حبيب بن مظاهر من قبيلة بني أسد، وكنيته أبو القاسم. في المصادر، يُذكر اسم والده على أنه مظاهر أو مظاهر، وفي بعض الأحيان مطهر. وقد اعتبر مَامَقاني أن مظاهر هو الصحيح استنادًا إلى ما هو شائع في الزيارات والألسنة، بينما قال السيد محسن الأمين إنه بناءً على ما جاء في نسخ الكتب القديمة، فإن مظاهر […]

الحبیب بن المظاهر الأسدی
  • کد نوشته: 7351
  • 5 بازدید
  • بدون دیدگاه
  • حبيب بن مظاهر من قبيلة بني أسد، وكنيته أبو القاسم. في المصادر، يُذكر اسم والده على أنه مظاهر أو مظاهر، وفي بعض الأحيان مطهر. وقد اعتبر مَامَقاني أن مظاهر هو الصحيح استنادًا إلى ما هو شائع في الزيارات والألسنة، بينما قال السيد محسن الأمين إنه بناءً على ما جاء في نسخ الكتب القديمة، فإن مظاهر هو الصواب، ومظاهر خلاف ضبط القدماء.

    نقل عن حبيب في “أبصار العين” و”ذخيرة” أنه كان من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وشارك في معارك الجمل وصفين والنهروان مع الإمام علي (عليه السلام).

    روى العلامة الكشي أن حبيبًا التقى بميثم التمار يومًا وتحدثا معًا، فقال حبيب لميثم: “أرى شيخًا أصلعًا بدينًا يبيع التمر في الكوفة، يُعلق على خشبة في سبيل محبة أهل بيت نبيّه (صلى الله عليه وآله وسلم)، وعندما يكون على الخشبة، يُشق بطنه بسلاح”. كان هذا إشارة إلى شهادة ميثم. ثم قال ميثم: “أعرف أيضًا رجلًا أحمر الوجه ذو شعريْن، يخرج لنصرة ابن بنت نبيّه (صلى الله عليه وآله وسلم) ويُقتل ويُدور برأسه في الكوفة”. ثم انفصل حبيب وميثم، فقال الحاضرون إنهما لم يروا أكثر من هؤلاء كذبًا.

    لم ينفض المجلس حتى وصل رشيد الهجري وسأل عنهم، فقالوا: “قالا كذا وكذا وذهبا”. فقال رشيد: “رحم الله ميثم، فقد نسي هذه الجملة: «من يحمل رأس حبيب إلى الكوفة يُعطى مئة درهم زيادة»”.

    قال الراوي: “لم يمر وقت طويل حتى عُلّق ميثم على دار عمرو بن حريث، وجلبوا رأس حبيب الذي استشهد مع حسين (عليه السلام) إلى الكوفة، ورأينا بأعيننا ما قاله حبيب وميثم ورشيد”.

    كان حبيب من الذين كتبوا إلى الإمام حسين (عليه السلام) وعندما جاء مسلم إلى الكوفة وسكن في دار المختار بن أبي عبيد، كان الشيعة يترددون عليه. ووفقًا لما ذكره الطبري، كان مسلم يقرأ عليهم رسالة الإمام حسين (عليه السلام) فيبكون. ثم تحدث عابس بن أبي شبيب الشاكري، وبعده قام حبيب وقال:

    “رحمك الله قد قضيت ما في نفسك بواجز من قولك. ثم قال: وأنا والله الذي لا إله إلا هو على مثل ما هذا عليه؛ الله يرحمك يا عابس، فقد عبرت عما في نفسك بكلماتك. ثم قال: والله الذي لا إله إلا هو، أنا أيضًا مثل عابس لا أقول شيئًا للناس؛ ولن أرجو من نصرتهم للإمام، لكنني سأبقى صامدًا ومخلصًا لرضا الله حتى آخر لحظة”.

    ووفقًا لما رواه السماوي، قام حبيب ومسلم بن عوسجة في الكوفة لنصرة مسلم وجمعوا البيعة من الناس، وبعد استشهاد مسلم، هربوا بصعوبة من الكوفة وساروا ليلاً حتى وصلوا إلى شرف زيارة الإمام حسين (عليه السلام) والحديث معه.

    ووفقًا للعلامة المجلسي، جاء حبيب إلى الإمام حسين (عليه السلام) وقال: “يا ابن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، هنا قبيلة من بني أسد تعيش؛ إذا أذنت، سأذهب إليهم وأدعوهم لنصرتك، عسى أن يستجيبوا”.

    بإذن الإمام، ذهب حبيب ليلاً إلى بني أسد وقال: “حسين بن علي (عليه السلام) -ابن بنت نبيكم- مع مجموعة من المؤمنين، وكل واحد منهم خير من ألف رجل، ولن يتخلوا عن نصرتهم، محاصرون في هذه الصحراء تحت جيش ابن سعد، وأنا جئت أدعوكم لنصرته، وشرف الدنيا والآخرة في نصرتهم، وكل من يُقتل في سبيل الله مع ابن بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، سيكون رفيقًا لمحمد (صلى الله عليه وآله وسلم) في الجنة”.

    ثم قام رجل من بني أسد (عبد الله بن بشير) وقال: “أنا أكثر من هو مستعد للاستجابة والتضحية”.

    كتب الطبري: “عصر تاسوعاء عندما عاد العباس بن علي (عليه السلام) إلى أخيه، وقف زهير وحبيب مع بقية الصحابة (حوالي عشرين شخصًا) في مواجهة العدو، فقال حبيب بن مظاهر: “إذا أردت، يمكنني أن أتحدث مع هؤلاء القوم، وإذا أردت، فليتحدث أحدكم”. قال زهير: “تحدث أنت بما أن لديك سبق في هذا الأمر”. فقال حبيب لأهل الكوفة: “يا أيها الناس، والله، يوم الحساب (في الآخرة) ستكونون عند الله أشر الناس، قوم يقتلون أبناء نبيهم وأقارب وأهل بيت نبيهم، ويستشهدون رجال هذا المدينة الذين قاموا ليلًا لعبادة الله وتذكّره”.

    كان حبيب في يوم عاشوراء قائد ميمنة الجيش، وعندما سقط مسلم بن عوسجة الأسدي على الأرض، جاء الإمام حسين (عليه السلام) إلى جانبه وقال: “رحمك ربك يا مسلم بن عوسجة، ومنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدّلوا تبديلًا”. اقترب حبيب من مسلم وقال: “يا مسلم! شهادتك ثقيلة عليّ؛ بشرى لك بالجنة”.

    قال مسلم بضعف: “بارك الله فيك”. فقال حبيب: “بما أنك قريب وأخ ديني، كان من حقك أن أسمع وصاياك وأقوم بها على أكمل وجه، ولكنني سأصل إلى سعادة الشهادة قريبًا”. قال مسلم: “وصيتي الوحيدة هي أن تقدم روحك في سبيل هذا الرجل (وأشار بيده إلى الإمام حسين (عليه السلام)).” قال حبيب: “أقسم بالله رب الكعبة أنني سأفعل، ومات مسلم في تلك اللحظة”.

    روى الطبري أن حبيب هاجم وقرأ الرجز وقاتل بشدة، وهجم عليه رجل من بني تميم -كان اسمه بديل بن صريم- وأرسله إلى جهنم. ثم هاجمه رجل آخر من بني تميم برمح، وعندما حاول حبيب النهوض، ضربه حصين بن تميم بسيف على جبهته فوقع على الأرض. نزل الرجل التميمي وقطع رأسه، وقال حصين: “كنت شريكًا في قتل حبيب”. قال التميمي: “القاتل الوحيد هو أنا”. اكتفى حصين بأن أخذ رأس حبيب من التميمي وعلقه على عنق فرسه وجال به بين الجيش، ثم أعطاه للتميمي. وعندما عاد الرجل التميمي إلى الكوفة، علق رأس حبيب على عنق فرسه وأخذه إلى ابن زياد.

    رأى قاسم ابن حبيب رأس والده وعرفه، ولم يفارق الرجل، كان يذهب إلى القصر ويخرج معه. فقلق الرجل التميمي وقال لقاسم: “لماذا لا تبتعد عني؟” فقال: “لا شيء، ولكن عندما أصر القاتل على الإجابة، قال: هذا الرأس هو رأس والدي حبيب، هل يمكن أن تعطني إياه لأدفنه؟” قال التميمي: “يا بني، أمير الكوفة لا يرضى بدفن هذا الرأس، ويجب أن أخذ أجرى من الأمير”.

    بكى ابن حبيب وقال: “لن تحصل على غير العقاب من الله بسبب هذا الذنب! والله، قتلت رجلًا كان أفضل منك!” صبر قاسم، وعندما كبر، كان دائمًا يفكر في الانتقام من قاتل والده، حتى وجد قاتل والده في جيش مصعب بن الزبير، وعندما كان نائمًا في خيمته أثناء قيلولة النهار، دخل عليه وقتله بسيفه وأرسله إلى جهنم.

    روى الطبري أن استشهاد حبيب أحزن الإمام حسين (عليه السلام)، وقال: “أحتسب نفسي وحماة أصحابي؛ قدمت نفسي وأصحابي الفداء في سبيل الله”. وقال أيضًا: “لله درك يا حبيب، لقد كنت فاضلًا تختم القرآن في ليلة واحدة”.

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *