كيف دعا الكوفيون الإمام الحسين (عليه السلام)؟!

العراقيون و وفاة معاوية.

ونشرت وفاة معاوية في العراق، وبلغ الناس خبر رفض الحسين بن علي (عليه السلام) وعبد الله بن الزبير بيعة يزيد وتوجهوا إلى مكة.

واجتمع شيوخ الشيعة في دار سليمان بن صرد الخزاعي وحمدوا الله على وفاة معاوية، فقال سليمان بن صرد: مات معاوية وأبى الحسين بن علي (عليه السلام) أيضا بيعة يزيد وخرج إلى مكة. وأنتم من شيعته وأتباع أبيه أمير المؤمنين (عليه السلام)، إذا علمتم أنكم مستعدون لنصرته ومحاربة عدوه، وتستطيعون التضحية بحياتكم في سبيله، يجب أن تعلن له استعدادك برسالة، وإذا كنت خائفًا إذا تراخيت وتوقفت عن مساعدته، فلا تخدعه ولا تقدم تضحيات غير ضرورية.

وفي هذا الخطاب أشار سليمان بن صرد إلى أن الناس يعرفون الحق والباطل حتى حد التضحية والتضحية. وأين الحق والباطل؟ ومن هو العاقل ومن هو الجاهل؟ ومن هو القائد ومن هو قاطع الطريق؟

إلا أن هذا التشخيص الصحيح للناس قد حكم إلى حد أنه لا فرق بين نفع وضرر، ولا ضرر عليهم في مساعدة أهل الحق ومحاربة الباطل، ولكن عندما توفرت الأسباب وظهر الحق. ويقف الباطل وجهاً لوجه، وسلك معظم الناس طريق الباطل ولم يكن ذلك ممكناً إلا بالتضحية والتضحية بالنفس ونصرة الحق، ومن هذه المرحلة تتغير نظرة الناس ويتركون الحق ويصبحون أنصاراً. من الباطل.

العواطف قابلة للتغيير.

وكان سليمان بن صرد نيك يعلم أن عواطف الناس اليوم لا يمكن أن تتخذ معياراً للثقة، فهي نفس الناس غداً عندما قام الحسين بن علي (عليه السلام) واستخدمت كل قوة بني أمية في ذلك. قتله، وأصبح طريق مساعدته صعباً وخطيراً، يديرون له ظهورهم وينسون رسائلهم ويغلقون أبواب بيوتهم، بل يظهرون في صفوف معارضيه وأعدائه ويعتبرون قتله واجباً دينياً عليهم. وفي رضا الله ورضا النبي صلى الله عليه وسلم يجب أن يضرب أصحابه بذيل الحلاقة، وبعد قتل الأئمة يقفون مستقبلي القبلة ويسلموا. يهتفون كأنهم لم يرتكبوا ذنبا:الله اکبر، أشهد أن لا اله الا الله، أشهد أن محمداً رسول الله، وعلى هذا أكمل الجدال مع شيوخ الشيعة وقال: الآن زن نتيجة العمل واختبر نفسك بالموقف الذي سيحدث حتماً وانظر هل تستطيع أن تجعله يأمل مساعدتك بثقة تامة وقرار حاسم ادعُ إلى العراق، وإلا ستكتب اليوم رسائل وتعقد اتفاقيات وتحلف بعواطفك وتسحب ابن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من مرقد الله إلى أرض العراق ومن ثم ذلك. أحاط به العدو وضغط عليه إما أن يبايع أو يموت ويشهد، تتوقف عن مساعدته وتنسى عهدك؟ ورداً على سليمان الخزاعي، قال شيوخ الشيعة بصوت واحد: كلنا مستعدون للجهاد والتضحية، وسنموت في سبيل إمامنا.

فقال سليمان: إذا كان الأمر كذلك فاكتب رسالة دعوة إلى حضور الإمام.

Share

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *