چهارشنبه / ۲۵ مهر / ۱۴۰۳ Wednesday / 16 October / 2024
×

لما امتحن الإمام (عليه السلام) أصحابه وتحدث معهم، وأعدَّ السيدة زينب (سلام الله عليها) لتحمل البلايا والمصائب، واستعدَّ لمنع هجوم العدو من جميع الجهات من خلال حفر الخنادق وتجهيز الحطب والقصب، واطمأنَّ إلى وضع الاستعدادات للقتال في الغد، تجهَّز للعبادة مع الله والاستعداد للوداع مع الصلاة والقرآن والدعاء والاستغفار. الإمام (عليه السلام) وأصحابه الأوفياء قضوا […]

حدیث بریر و ابو حرب السبیعی
  • کد نوشته: 7143
  • 7 بازدید
  • بدون دیدگاه
  • لما امتحن الإمام (عليه السلام) أصحابه وتحدث معهم، وأعدَّ السيدة زينب (سلام الله عليها) لتحمل البلايا والمصائب، واستعدَّ لمنع هجوم العدو من جميع الجهات من خلال حفر الخنادق وتجهيز الحطب والقصب، واطمأنَّ إلى وضع الاستعدادات للقتال في الغد، تجهَّز للعبادة مع الله والاستعداد للوداع مع الصلاة والقرآن والدعاء والاستغفار.

    الإمام (عليه السلام) وأصحابه الأوفياء قضوا تلك الليلة حتى الصباح مشغولين بالعبادة. لقد كان لديهم حال من السعادة العجيبة. تخلوا عن جميع علائق الدنيا وانشغلوا بالابتهال إلى الله تعالى.
    كانت خيامهم ممتلئة بعطر تلاوة القرآن والدعاء والاستغفار. وكان فرسان ابن سعد مشغولين بمراقبة المحاصرين. كان الإمام (عليه السلام) يتلو هذه الآية:
    {وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ * مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَىٰ مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىٰ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ}.
    (سورة آل عمران، الآيات 178 و179)

    أحد فرسان ابن سعد قال: نحن الطيبون وقد انفصلنا عنكم.
    الراوي ضحاك بن عبد الله قال: قلت لبُرير، هل تعرف المتحدث؟ قال: لا. قلت: هو أبو حرب عبد الله السبيعي. (أبو حرب كان رجلاً شجاعًا، سفاكًا، جريئًا وذو دعابة.)
    قال بُرير: أبو حرب! أيها الفاسق! جعل الله الطيبين منكم!
    قال أبو حرب: من أنت؟
    قال بُرير: أنا بُرير بن خضير.
    تأثر أبو حرب وقال: “إنا لله” من الصعب علي أن أهلك، والله لقد هلكت يا بُرير!
    قال بُرير: يا أبا حرب! هل يمكن أن تتوب من ذنوبك العظيمة؟ والله نحن الطيبون وأنتم الخبيثون.
    قال أبو حرب: أُصدق.
    الراوي قال: قلت: ويلك! إن كنت تصدق فلماذا لا تعود؟
    قال: من سيصبح نديم يزيد بن عذرة العنزي؟ وهو الآن حاضر.

    شخصية بُرير

    كان بُرير في نظر أهل الكوفة رجلاً عظيمًا ومهيبًا، وكان الجميع ينظرون إليه باحترام ويُسمَّى سيد القراء.
    أبو حرب، هذا الشخص الخبيث ذو الدعابة، عندما سمع تلاوة الإمام (عليه السلام) قال: نحن الطيبون وانفصلنا عنكم. لكن بُرير نهره ونعته بالفاسق، وعندما عرفه أبو حرب، صدَّقه واعترف بأنه خبيث، واعترف بهلاكه مرتين.

    نعم! في قوة إيمان بُرير يكفي أن نقول إن صباح عاشوراء عندما كان هو وعبد الرحمن بن عبد ربه الأنصاري ينتظران خروج الإمام (عليه السلام) من الخيمة التي أُعدَّت للتنوير ليتمكنا من الدخول والتطهير، كان يمازح عبد الرحمن. فقال له عبد الرحمن: هذه اللحظة ليست للمداعبة والباطل، توقف عن المزاح! قال بُرير: والله يعلم قومي أنني في شبابي وشيخوختي وكمال عمري لم أكن أحب المزاح والباطل، ولكن الآن أنا مسرور وسعيد بما سيحدث لنا. والله لا يفصل بيننا وبين الحور العين إلا أن يهاجمنا هذا القوم ويقتلونا. وأتمنى أن يسرعوا بحمل السيوف علينا ليقتلونا ويشهدونا.

    لاحظوا معرفته العميقة! أنا أعتبر بُرير في ركب الإمام الشهيد نظير عمار بن ياسر في ركب أمير المؤمنين (عليه السلام) في صفين. عمار كان محترمًا جدًا من قِبَل العدو، وكان الجميع يعرفونه بعلو مقامه.
    كان بُرير كذلك، وكان أعداء الإمام (عليه السلام) من أهل الكوفة يؤمنون به ويحترمونه. وعندما قتل كعب بن جابر بُرير، قالت له أخته أو زوجته: لقد ساعدت أعداء ابن فاطمة (سلام الله عليها) وقتلت سيد القراء بُرير. لقد ارتكبت جريمة عظيمة! والله لن أكلمك ما دمت حية.

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *