چهارشنبه / ۲۵ مهر / ۱۴۰۳ Wednesday / 16 October / 2024
×

أصحاب الإمام (عليه السلام) رغم أنهم كانوا من أفضل الصحابة، كما قال الإمام في ليلة عاشوراء: «فإنِّي لا أَعْلَمُ أَصْحَابًا أَوْفَى وَلَا خَيْرًا مِنْ أَصْحَابِي وَلَا أَهْلَ بَيْتٍ أَبَرَّ وَلَا أَوْصَلَ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي، فَجَزَاكُمُ اللَّهُ عَنِّي خَيْرًا» ولكن هؤلاء الرجال العظام كانوا شهداء، وليسوا رواة أحاديث، فقد لزموا ركاب ابن النبي (صلى الله عليه […]

ما هو السبب لقلة الاحادیث الواردة من الامام الحسین علیه السلام
  • کد نوشته: 7276
  • 7 بازدید
  • بدون دیدگاه
  • أصحاب الإمام (عليه السلام) رغم أنهم كانوا من أفضل الصحابة، كما قال الإمام في ليلة عاشوراء:

    «فإنِّي لا أَعْلَمُ أَصْحَابًا أَوْفَى وَلَا خَيْرًا مِنْ أَصْحَابِي وَلَا أَهْلَ بَيْتٍ أَبَرَّ وَلَا أَوْصَلَ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي، فَجَزَاكُمُ اللَّهُ عَنِّي خَيْرًا»

    ولكن هؤلاء الرجال العظام كانوا شهداء، وليسوا رواة أحاديث، فقد لزموا ركاب ابن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لمساعدته. وبعضهم كزهير وحرّ كانوا سابقًا من معارضيه، وجماعة مثل حبيب ومسلم بن عوسجة جاءوا إلى الإمام من الكوفة ولم يكونوا ملازمين له سابقًا.

    الأئمة (عليهم السلام) كان لديهم أصحاب يأتون إليهم لطلب العلم والحديث، ويأخذون الحديث ويعودون، وبذلك كانت علوم الأئمة (عليهم السلام) تصل إلى الشيعة.

    بدأ هذا العرف من أواخر عصر الإمام السجاد (عليه السلام) وبدأ يقلّ في زمن الإمام الجواد (عليه السلام). كلما اقترب الشيعة من عصر الغيبة، زادت الحُجُب وصار الوصول إلى الأئمة (عليهم السلام) أصعب وأقل، لأن الإمام الهادي والإمام العسكري (عليهما السلام) كانا تحت رقابة شديدة في سامراء.

    في ذلك الوقت، كانت كتب رواة الحديث التي كُتِبَت في عصر الإمام الباقر والإمام الصادق (عليهما السلام) مرجعًا للشيعة، وكان العلماء والمحدثون يسعون لجمع وتحرير تلك الأحاديث، وكان الشيعة يستفيدون من تلك العلوم.

    لذلك، فإن رواة الحديث عن الإمام الهادي والإمام العسكري (عليهما السلام) كانوا أقل بكثير من الأئمة السابقين، ومنذ ذلك العصر ظهرت مسألة السفارة، وكان الشيعة يتواصلون مع الإمام عبر عثمان بن سعيد وابنه محمد.

    كانت التقية في زمن هذين الإمامَين (عليهما السلام) شديدة، مما جعل من الصعب على الرواة الوصول إليهما. في عصر الإمام الحسين (عليه السلام)، كان الضغط على الشيعة أشد، ووقعوا تحت ظلم معاوية وعملائه، وكانوا يعيشون في خوف شديد وصعوبة، مما يفسر قلة انتشار الأحاديث عن الإمام المجتبى وسيد الشهداء (عليهما السلام).

    بعد ظهور هذه الظروف، قام معاوية وعملاؤه بتدريب فقهاء ليعلموا الناس علوم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ودين الله، مثل عبد الله بن الزبير، عبد الله بن عمر، وعبد الله بن عمر بن الخطاب. هؤلاء الثلاثة كانوا من أبرز منافقي أهل الجماعة والسنة. كتب الصحاح مليئة بأحاديث هؤلاء الثلاثة وأبي هريرة وأنس بن مالك.

    في هذا السياق، من المناسب نقل حديث من ابن كثير الدمشقي:

    يقول في تفسير الآية «وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدتُّم»:

    «قال الإمام أحمد: حدثنا إسماعيل، حدثنا صخر بن جويرية، عن نافع، قال: لما خلع الناس يزيد بن معاوية جمع ابن عمر بنيّه وأهله ثم تشهد ثم قال: أما بعد فإنّا قد بايعنا هذا الرجل على بيعة الله ورسوله وإنّي سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: إنّ الغادر يُنصَب له لواء يوم القيامة فيقال هذه غدرة فلان وإنّ من أعظم الغدر – إلا أن يكون الإشراك بالله – أن يبايع رجل رجلاً على بيعة الله ورسوله ثم ينكث بيعته فلا يخلعن أحد منكم يزيد ولا يسرفن أحد منكم في هذا الأمر فيكون صيلم بيني وبينه»

    وفقًا لهذا النقل، جمع عبد الله بن عمر أولاده وأهله حينما خلع الناس يزيد بن معاوية وقال: لا تتعاونوا مع الناس في هذا الأمر، ومن يفعل ذلك سأقطع علاقتي معه، لأننا بايعنا يزيد وفاءً بالبيعة واجب، وأكبر الغدر أن يكسر أحد هذه البيعة.

    لماذا خلع الناس يزيد؟
    لأنه قتل ابن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وسبى عائلته، واهتم بمقدسات الدين، وجعل الحرام حلالًا. لذلك، اعتبر الناس يزيد كافرًا، والبيعة مع كافر لا احترام لها، بل اعتبروا الجهاد معه أهم من الجهاد مع المشركين.

    في هذه الحالة، يقول عبد الله بن عمر: إن الوفاء بهذه البيعة – التي هي كبيعة الله ورسوله – واجب، وإن نقض هذه البيعة من أعظم المحرمات، ومن يشارك في خلع يزيد سأقطع علاقتي معه!!

    مثل هذا الشخص أصبح مفتيًا وقائدًا للمسلمين! بايع يزيد (لعنة الله عليه) واعتبر نقض تلك البيعة من أعظم المحرمات! ولكن نفس ابن عمر، بعد قتل عثمان، لم يبايع أمير المؤمنين (عليه السلام) وتعاون مع عبد الله بن الزبير وعبد الله بن عمر بن عاص ومروان، وكانوا من أعداء أمير المؤمنين (عليه السلام). هؤلاء قاتلوا أمير المؤمنين (عليه السلام) وأنصاره، وربما بسبب ذلك أصبحوا زعماء أهل السنة.

    أغلقوا باب علي (عليه السلام) الذي هو باب مدينة علم النبي، وفتحوا أبواب أعدائه، ولم يساعدوا أبناءه، ولم يتعلموا منهم ولم يأخذوا علومهم.

    لذلك، الناس في زمن حياة هذين العظيمين لم يكن لديهم اهتمام بهم، وكانوا مع أعدائهم، ولم يستفيدوا من علومهم، ولم يأخذوا أحاديث النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) من ابني النبي. ولهذا، حتى اليوم أهل السنة بعيدون عن أهل بيت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وأخذوا دينهم من أعدائهم.

    هذه هي طريقة الأمة مع ثقل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وعترته الطاهرة، رغم كل الوصايا والتأكيدات التي أعطاها النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بحقهم، فقد فصل الناس العترة عن القرآن، كما عارضوا النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في حياته، ولم يحضروا القلم والدواة التي أرادها، وقالوا: «حسبنا كتاب الله».

    نتيجة الأمر أن الأمة تصرفت خلافًا لوصية النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ولم تأخذ العلوم من الأئمة (عليهم السلام)، بل تَقدّمت عليهم وجعلت أعداءهم أئمة لها، وأطاعت أوامرهم، وملأت كتب الصحاح والحديث بأحاديث أعداء الأئمة.

    بالإضافة إلى ذلك، ليتقربوا إلى أعدائهم، قتلوا حسين بن علي (عليهما السلام) بهذا الشكل، والشيعة من خوف الأعداء لم يستطيعوا التردد على الإمام حسين (عليه السلام) وتعلم دين الله منه.

    وهذا هو سر قلة الأحاديث عن ذلك المظلوم وعدم استفادة الناس من علومه.

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *