چهارشنبه / ۲۵ مهر / ۱۴۰۳ Wednesday / 16 October / 2024
×

جابر بن عبدالله الأنصاري يكتب الشيخ الطوسي في كتابه “مصباح المتهجّد” أن اليوم العشرين من شهر صفر هو اليوم الذي جاء فيه جابر بن عبدالله الأنصاري، الصحابي للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، من المدينة لزيارة قبر أبي عبد الله (عليه السلام) في كربلاء. وكان جابر أول من زار الإمام (عليه السلام) في ذلك اليوم، […]

اول زائر کربلاء المقدسة
  • کد نوشته: 7319
  • 2 بازدید
  • بدون دیدگاه
  • جابر بن عبدالله الأنصاري

    يكتب الشيخ الطوسي في كتابه “مصباح المتهجّد” أن اليوم العشرين من شهر صفر هو اليوم الذي جاء فيه جابر بن عبدالله الأنصاري، الصحابي للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، من المدينة لزيارة قبر أبي عبد الله (عليه السلام) في كربلاء. وكان جابر أول من زار الإمام (عليه السلام) في ذلك اليوم، ولهذا فإن زيارة الإمام الحسين (عليه السلام) في هذا اليوم مستحبّة، وزيارة الأربعين هي من هذا القبيل. ويبدو من عبارة الشيخ الطوسي (رحمه الله) أن جابر قد انطلق من المدينة بنية الزيارة، ووصل إلى كربلاء في اليوم العشرين من صفر، وليس أنه وصل إلى كربلاء بعد أربعين يوماً من شهادة الإمام (عليه السلام) بالصدفة؛ ويحتمل أن يكون الأمر كذلك.

    بعد وصول أهل البيت (عليهم السلام) إلى الكوفة، أرسل ابن زياد عبد الملك بن أبي الحارث السلمي إلى الحجاز فوراً، ليصل إلى المدينة بأسرع وقت ويخبر عمر بن سعيد بن العاص الأموي، والي المدينة، بشهادة الإمام وأصحابه. سلك عبد الملك الطريق إلى المدينة ووصل بعد بضعة أيام، وأبلغ والي المدينة رسمياً بخبر شهادة الإمام (عليه السلام). من الممكن أن يكون جابر بن عبدالله الأنصاري، بعد علمه بفاجعة شهادة الإمام (عليه السلام) وأهل بيته وأصحابه، رغم أنه وفقاً لبعض الأقوال كان قد فقد بصره، قد انطلق من المدينة بنية زيارة الإمام (عليه السلام) وأصحابه الشهداء، ووصل إلى كربلاء في اليوم العشرين من صفر، أي بعد أربعين يوماً من شهادة الإمام (عليه السلام)، وبهذا أسس سنة زيارة الأربعين.

    عطية، رفيق جابر في السفر

    لم يكن جابر في هذه الرحلة وحيداً، بل كان برفقته شاب آخر، في الوقت نفسه عالِم ورفيع، وهو من أعظم علماء المفسرين الإسلاميّين، لكن شخصيته تعرضت للتشويه في العديد من المحافل الدينية مثل الكثير من الحقائق الأخرى. عطية بن سعد بن جنادة العوفي الكوفي هو من كبار التابعين، أي من الذين لم يروا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ولكنهم رأوا صحابة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم). عطية ليس من صحابة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، لكنه رأى العديد من الصحابة مثل عبد الله بن عباس وتعلم منهم.

    يكتب المؤرخ الطبري في كتابه “منتخب ذيل المذيل” أن عطية بن سعد بن جنادة العوفي من طائفة جديلة وقبيلة قيس وكنيته أبو الحسن. ثم ينقل رواية مفادها أن سعد بن جنادة، والد عطية، جاء إلى علي بن أبي طالب (عليه السلام) في الكوفة وقال: “يا أمير المؤمنين! لقد رزقني الله ابناً، تفضل وسَمِّه.” فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): “هذا عطية الله”، أي هبة الله، وأطلق عليه هذا الاسم.

    ثم يضيف الطبري أن عطية في سنة 81 هجري خرج مع عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث ضد الحجاج بن يوسف الثقفي، الذي كان من طغاة العراق. وبعد وفاة عبد الرحمن في سنة 85، سافر عطية إلى فارس، فكتب الحجاج إلى محمد بن قاسم الثقفي، حاكم فارس، بأن يحضر عطية ويطلب منه لعن علي (عليه السلام) أو يجلده بأربعمائة سوط وي shave له لحيته ورأسه. فحضر عطية، وقرأ محمد الثقفي عليه رسالة الحجاج، وطلب منه اختيار أحد الطريقين. عطية رفض أن يسب علي (عليه السلام) وامتنع عن الإهانة، فتعرض للجلد بالأربعمائة سوط وحلق رأسه ولحيته. عندما تولى قتيبة بن مسلم حكم خراسان، ذهب عطية إلى هناك وعاش في خراسان حتى تولى عمر بن هبيرة ولاية العراق، فطلب عطية العودة إلى العراق، وأذن له عمر، فعاد إلى الكوفة وعاش هناك حتى وفاته في سنة 111 هجري.

    ثم يكتب الطبري أن عطية كان كثير الرواية وموثوقاً.

    عطية، بالإضافة إلى كونه راوياً للحديث ومجاهداً إسلامياً، هو أيضاً من أعظم علماء تفسير القرآن الكريم، وقد كتب تفسيراً للقرآن. وفقاً لرواية “بلاغات النساء”، يروي عطية خطبة الصديقة الطاهرة (سلام الله عليها) بشأن فدك من عبد الله المحض، ابن حسن المثنى، ابن الإمام حسن (عليه السلام) وفاطمة بنت الإمام الحسين (عليه السلام).

    عطية كان تلميذاً لابن عباس لعدة سنوات، وحضر دروس تفسيره، ويقول إنه قرأ ثلاثة دورات من تفسير القرآن وسبعين دورة من قراءة القرآن على ابن عباس، ما يعني أن ابن عباس كان له دروس في تفسير القرآن وأخرى في قراءة القرآن، وشارك عطية في الدروس الثلاثة والسبعين.

    من هذه الرواية يمكن أن نرى مدى اهتمام الصحابة والتابعين بتفسير القرآن وتلاوته، ونجاحهم في تعلم علم التفسير والتفوق في قراءة القرآن.

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *