چهارشنبه / ۲۵ مهر / ۱۴۰۳ Wednesday / 16 October / 2024
×

لقاء الإمام الحسين (عليه السلام) بجيش حرفي اليوم الأول من محرم في السنة 61 هـ، التقى الإمام الحسين (عليه السلام) بجيش حر وأصحابه. بعد أن روى عطش أصحابه، جاء وقت صلاة الظهر. دعا حجاج بن مسروق الجعفي (أحد شهداء عاشورا) للأذان بأمر الإمام، فخرج الإمام (عليه السلام) من خيمته وحدثهم بعد الأذان وقبل الإقامة، وبعد […]

توبة حر بن یزید الریاحی علیه السلام
  • کد نوشته: 7357
  • 6 بازدید
  • بدون دیدگاه
  • لقاء الإمام الحسين (عليه السلام) بجيش حر
    في اليوم الأول من محرم في السنة 61 هـ، التقى الإمام الحسين (عليه السلام) بجيش حر وأصحابه. بعد أن روى عطش أصحابه، جاء وقت صلاة الظهر. دعا حجاج بن مسروق الجعفي (أحد شهداء عاشورا) للأذان بأمر الإمام، فخرج الإمام (عليه السلام) من خيمته وحدثهم بعد الأذان وقبل الإقامة، وبعد حمد الله والثناء عليه، قال:

    “أيها الناس، عذري عند الله وعندكم أيها المسلمون في الكوفة أنني لم أتيت إلى العراق بلا سبب. بل جاء إليّ رسلكم، وفي رسائلكم كتبتم أنه ليس لدينا إمام. فحركوا نحونا لكي يهديكم الله بي، والآن أتيت إن كنتم مستعدين لتجديد العهد معي واطمئناني بتدبيركم، أتيت على تدبيركم. وإن لم تفعلوا، وإن كنتم غير راضين عن مجيئي، فسأعود إلى حيث أتيت.”

    لم يرد حر وأصحابه على الإمام (عليه السلام).
    قام حجاج بن مسروق الجعفي بالإقامة وصلى الجيشان خلف الإمام (عليه السلام). بعد الصلاة، خاطب الإمام أصحاب حر مرة أخرى وقال:

    “أيها الناس، إن كنتم تخشون الله وتكونون من المتقين، وتعرفون الحق لأهله (أي حق الخلافة الإسلامية يجب أن يكون للأئمة المعصومين)، فإن ذلك يرضي الله أكثر. نحن أهل بيت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أولى بكم من هؤلاء الذين في السلطة الآن ويمارسون الظلم والعدوان، ويتنزعون مقاماً مقدساً لا يستحقونه، وهم الذين يظلمونكم. لا يمكن اعتبار هؤلاء خلفاء للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أو أئمة للمسلمين أو حماة للدين والقرآن المجيد.

    فإذا كنتم غير راضين عنا ولا تعترفون بحقنا، ورأيكم مخالف لما كتبتم في رسائلكم، فسأعود من حيث جئت.

    رد حر بن يزيد الرياحي قائلاً: “والله، أنا غير مطلع على هذه الرسائل والرسل. أمر الإمام (عليه السلام) غلامه عقبة بن سمعان (غلام حضرت رباب زوجة الإمام الحسين وراوي مهم لواقعة عاشورا) بأن يأخذ رسائل أهل الكوفة إلى حر وأصحابه. ومع ذلك، أصر حر على أنهم لم يكتبوا أي رسائل ولن يتركوه حتى يذهب إلى ابن زياد. فقال الإمام (عليه السلام): “الموت أقرب إليك من هذا.”

    سار الإمام (عليه السلام) وأصحابه، وسار حر وأصحابه، في طريق ليس إلى المدينة ولا إلى الكوفة.

    في هذه الأثناء، نصح حر الإمام (عليه السلام) من باب النصيحة، قائلاً: “والله، لا تقاتل، فإنك إن قاتلت ستُقتل.” غضب الإمام (عليه السلام) وقال: “هل تهددني بالموت؟ هل ستشعر بالراحة إذا قتلتني؟ كلامي هنا يشبه ما قاله ذلك الأوسي الذي أراد مساعدة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ولكن ابن عمه حذره من القتل. فقال الأوسي لابن عمه: ‘سأذهب في هذا الطريق، وليس من العيب أن يموت الرجل الشريف بكرامة. من يكون نبيلاً ويكون له نية حسنة ولا يفقد روح الإسلام في الجهاد، ولا يبخل بحياته في مساعدة الرجال الطيبين ويبتعد عن الأشرار؛ فإذا بقيت على قيد الحياة، فلن أندم، وإذا مت في هذا الطريق، فلن ألوم نفسي. يكفي من الذل أن تعيش حياة مليئة بالإهانة.'”

    وصل الإمام (عليه السلام) وحر بن يزيد الرياحي إلى منزل بيضة. هنا، تحدث الإمام (عليه السلام) إليهم مرة أخرى، موضحاً أنه لديه واجب يجب أن يؤديه وأنه لا يهمه سوى أداء هذا الواجب.
    توبة حر بن يزيد الرياحي
    يكتب الطبري: في صباح عاشورا، ذهب حر بن يزيد إلى ابن سعد وسأله: “هل ستقاتل حسين بن علي (عليه السلام)؟” قال ابن سعد: “نعم، والله ستكون معركة شديدة.” قال حر: “ماذا لو قبلت أحد مقترحات حسين (عليه السلام)؟” رد ابن سعد: “لو كان الأمر بيدي لفعلت، ولكن ابن زياد لا يوافق.”

    بعدما وجد نفسه بين الجنة والنار، قال: “والله، أرى نفسي بين الجنة والنار، والله لا أفضّل شيئاً على الجنة، حتى وإن تمزّقت وجُرّدت.”

    ثم ذهب إلى معسكر الإمام الحسين (عليه السلام) وقال: “يا ابن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)! حياتي فداء لك. أنا هو من منعك من العودة واتبعتك إلى هذه الأرض. والله الذي لا إله إلا هو، لم أكن أظن أن الأمر سيصل إلى هنا؛ الآن أتيت للتوبة وأنا مستعد للشهادة والتضحية. هل هناك سبيل لمغفرتي؟”

    أجاب الإمام (عليه السلام): “نعم، الله يقبل توبتك ويغفر لك. ما اسمك؟” قال: “أنا حر بن يزيد.”

    فقال الإمام (عليه السلام): “أنت حر كما سمتك أمك، وأنت بإرادة الله حر في الدنيا والآخرة.”

    “الآن انزل. من الأفضل أن أقاتل ساعة على ظهر الحصان وأختم بشهادة مكرمة.”

    قال الإمام (عليه السلام): “افعل ما تريد، رحمك الله.”
    ثم واجه حر جيش الأعداء وقال:
    “أيها الناس في الكوفة! ليمتكم الله وليجعل أمهاتكم ثكالى، فقد دعوتتم هذا العبد لله، وعندما قبل دعوتكم وأتى إليكم، امتنعتם عن دعمه. أنتم الذين وعدتم يوماً أنكم ستفدونه بأنفسكم، والآن أحطتم به وسلّطتم السيوف عليه، وحاصرتموه وحرمتوه من الهواء، ورفضتم أن يصل إلى أراضي الله الواسعة ليحمي نفسه وأهله. لقد جعلتموه أسيراً وحرمتوه من الماء من نهر الفرات، الذي يشرب منه المسلمون وغير المسلمين وتسبح فيه حيوانات الصحراء.

    لقد منعتموه ومن معه من الماء، وأصابهم العطش الشديد. بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، كيف تصرفتم مع ذريته؟ إذا لم تتوبوا اليوم وتتنصرفوا عن قتلهم، فلن يسقيكم الله يوم القيامة.”

    كانت هذه كلمات الرجل السعيد والموفق الذي، في أقل من ساعة، تحول قلبه وكرّس نفسه للشهادة، فصارت قلبه مملوءة بشغف الحق والتضحية، حتى لم يستطع الاستمرار في الفكر الدنيوي والأمل في الحياة، ورفض السعادة الأبدية.

    “الله وليّ الذين آمنوا، يُخرجهم من الظلمات إلى النور.”

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *