چهارشنبه / ۳ بهمن / ۱۴۰۳ Wednesday / 22 January / 2025
×

خطبة السيدة زينب سلام الله عليها في الكوفة عندما أدخلت الرؤوس المقطوعة للشهداء والأسرى من كربلاء إلى الكوفة، اجتمع الناس في المدينة وراقبوا المشهد وهم يبكون. وبعد أن رأت السيدة زينب سلام الله عليها بكاء ونحيب الكوفيين، خاطبتهم بكلمات تاريخية على النحو التالي: “يا أهل الكوفة، يا أهل الخداع والخذلان، لا تجف دموعكم ولا تهدأ […]

ما حدث فی کوفة بعد وقعة الطف
  • کد نوشته: 7193
  • 19 بازدید
  • بدون دیدگاه
  • خطبة السيدة زينب سلام الله عليها في الكوفة

    عندما أدخلت الرؤوس المقطوعة للشهداء والأسرى من كربلاء إلى الكوفة، اجتمع الناس في المدينة وراقبوا المشهد وهم يبكون. وبعد أن رأت السيدة زينب سلام الله عليها بكاء ونحيب الكوفيين، خاطبتهم بكلمات تاريخية على النحو التالي: “يا أهل الكوفة، يا أهل الخداع والخذلان، لا تجف دموعكم ولا تهدأ عويلكم. أنتم كمرأة تنسج خيطها ثم تمزقه بعد أن تكون قد نسجته بإتقان. عهودكم أصبحت وسيلة للفساد. ماذا لديكم سوى الفخر والغرور والعداوة والكذب والتملق كالجوارى ونميمة الأعداء والتشبث بالأرض الملوثة والظهور بمظهر زائف على القبور؟ لقد أعددتم لأنفسكم زاداً سيئاً أذى الله من أجله وجعلكم في عذاب دائم. تبكون؟ نعم، ابكوا فإنكم جديرون بالبكاء، ابكوا كثيراً وابتسموا قليلاً، فإن العار الذي أصابكم لن تستطيعوا التخلص منه. كيف يمكنكم التخلص من العار وقد قتلتم أبناء خاتم الأنبياء ومعدن الرسالة وسيد شباب أهل الجنة، الذي كان ملاذكم في الأزمات وملجأكم في الحروب؟ نعم، لقد أعددتم لأنفسكم زاداً سيئاً وحملتم على عاتقكم وزر الجرم في يوم القيامة. هلكتم واندثرتم كما لو لم يكن لكم وجود. لقد اشترتم غضب الله ورضيتم بالذل والهوان. هل تعلمون أي قلب من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم شققتموه وأي عهود نقضتموها وأي حرمات انتهكتوها وأي دماء سفكتموها؟ هل تفاجأتم إذا أمطرت السماء دماً؟ اعلموا أن عذاب الآخرة أشد إهانة ولن تجدوا من ينصركم، فلا يغرنكم تأخير العذاب، فالله بريء من العجلة وهو لا يخشى الانتقام من الدماء البريئة، وهو في مراقبة الجناة.”

    ثم تلت الأبيات التالية: “ماذا ستقولون عندما يقول لكم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، يا آخر الأمم، ماذا فعلتم بأهلي وأحبائي، فبعضهم أسرى وبعضهم ملطخ بالدماء؟ مكافأتي لكم، وأنا من كنت خيراً لكم، لم تكن أن تتعاملوا مع أهلي بهذه الطريقة بعد موتي، أخشى أن ينزل عليكم عذاب مثل عذاب قوم عاد.”

    خطبة الإمام السجاد عليه السلام في الكوفة

    ثم أدار الإمام السجاد عليه السلام وجهه عن الناس. فقال: “يا عمة، يكفيك، فلا تتحدثي أكثر من ذلك، فإن الباقين يجب أن يتعظوا من الماضين.” ثم قام وأشار للناس بالصمت. وبعد حمد الله والصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، قال: “يا أيها الناس! من يعرفني فليعرفني، ومن لا يعرفني، فليعلم أنني علي ابن حسين الذي قُتل على شط الفرات دون أن يسعى قاتلوه لطلب دية أو قصاص. أنا ابن من انتهكت حرمته وسلبت ممتلكاته وأسر أهله ونسائه. أنا ابن من قُتل بكاءً وهذه نعمة لنا. أيها الناس، أستحلفكم بالله، هل تذكرون أنكم كتبتم لوالدي رسالة وغررتموه، وعاهدتموه ثم قاتلتموه وتركتموه بلا نصير؟ موتاً لكم، كم هي عاقبة سيئة أعددتم لأنفسكم ليوم القيامة، تهلك أعمالكم، فبأي عين ستنظرون إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حين يقول لكم: قتلتم عترتي واعتديتم على حرمتي، فلا أنتم من أمتي؟”

    وبهذه الكلمات، ارتفعت أصوات بكاء الناس وصرخوا: “هلكنا ولم ندرك.”

    وعد أهل الكوفة للإمام زين العابدين عليه السلام ورد الإمام

    ثم قال الإمام: “رحم الله من يقبل نصيحتي ويصونها من أجل الله ورسوله وأهل بيته، لأن في اتباع النبي صلى الله عليه وآله وسلم مصلحة عظيمة لنا.”

    فأجابه الناس: “يا ابن رسول الله، نحن مطيعون لك وسنحفظ عهدك. قلوبنا معك، وسنكون معك في القتال ضد من يحاربك، وسنصالح من يصالحك، وسنطلب قصاص دمك من أولئك الذين ظلموك وظلمونا.”

    فأجاب الإمام زين العابدين عليه السلام: “لا، لا! أيها الناس الخائنون الماكرون، لا أمل أن تفوزوا أبداً. هل تريدون أن تساندوني كما دعمتم آبائي؟ لا، فهذا لن يحدث. والله، الجراح التي أصابتني من قتل والدي وأهل بيته لم تلتئم بعد. حزن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يُنسى، وألم فقدان والدي وأجدادي شاب شيبتي، وحسرتي في قلبي لم تزل. أطلب منكم ألا تكونوا معنا ولا مع أعدائنا.”

    مجلس عبيد الله بن زياد في الكوفة

    ثم أقام عبيد الله بن زياد، والي الكوفة، مجلساً ليشكر انتصاره. دعا أهل الكوفة للحضور وقدم رؤوس الشهداء والأسرى إلى مجلسه.

    تجرؤ ابن زياد على الرأس الشريف للإمام الحسين عليه السلام

    في حضور الكوفيين، كان ابن زياد يضرب شفاه الإمام الحسين عليه السلام بعصاه ويستمر في ذلك دون أن يتدخل أحد.

    عندما رأى زيد بن أرقم، الصحابي المعروف وكاتب الوحي، هذا العمل، قال: “افصل عصاك، والله الذي لا إله إلا هو، رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقبّل هاتين الشفتين ويبكي.” غضب ابن زياد وقال: “لتبكي عينيك، لولا أنك عجوز هرم وفقدت عقلك لقتلتك.”

    خرج زيد بن أرقم وقال: “بني أمية تجاوزتم الحد. يا أهل العرب، قتلتم فاطمة وجعلتم ابن مرجانة أميراً عليكم ليقتل الصالحين ويستعبد عباد الله، فقبلتم هذه الذلة. موتاً لأولئك الذين يقبلون هذه الإهانة.”

    الخوف والرعب من ابن زياد

    كان الناس في الكوفة خائفين جداً من ابن زياد وأفعاله لدرجة أنهم لم يجرؤوا حتى على الكلام. رغم أنهم دعوا الإمام الحسين عليه السلام إلى مدينتهم، لم يساعدوه بل قاتلوه حتى قتلوه بظلم، وعندما رأوا رأسه الشريف وأسر أهل بيته، لم يظهروا أي رد فعل رغم إقرارهم ببراءتهم.

    فقط زيد بن أرقم، الذي كان من القلة المتبقية في الكوفة وكاتب الوحي، قال كلمات أثرت في القلوب لكنه لم يكن له تأثير قوي على مصير الأحداث.

    منبر ابن زياد وإهانته للإمام الحسين وأمير المؤمنين عليهما السلام

    تحدث ابن زياد من على المنبر أمام الكوفيين، محاولاً زيادة ألم ومعاناة السيدة زينب والإمام السجاد، وأعلن عن النصر ورفع من شأن يزيد بن معاوية وأتباعه، مشيراً إلى أن من قتل الإمام الحسين عليه السلام هو الصادق ومن يزعم عكس ذلك هو الكاذب.

    مجادلة عبد الله بن عفيف الأزدي مع ابن زياد

    قام عبد الله بن عفيف الأزدي، أحد الأعيان الشيعة، بعد هذا الخطاب وقال: “يا ابن مرجانة، أنت وأبوك وجميع من عينوك هنا من أعداء الله، تقتلون أبناء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وتخاطبون المسلمين بهذا الكلام؟”

    غضب ابن زياد وأمر بالقبض على عبد الله بن عفيف، لكن قبيلته أنقذته وأعادته إلى منزله.

    أوامر ابن زياد باعتقال عبد الله بن عفيف

    ابن زياد غضب جداً وأمر بالقبض على عبد الله بن عفيف الأزدي وجاء بعمر بن حجاج الزبيدي ومحمد بن الأشعث وشبث بن ربعى ومجموعة من أتباعه للقبض على عبد الله.

    معركة قبيلة الأزدي مع جيش ابن زياد وقبائل مضر

    عندما علمت قبيلة الأزدي بالأمر، اجتمعت مع قبائل أخرى لصد الهجوم. ابن زياد جمع قبائل مضر ووجه محمد بن الأشعث لقتالهم. اندلعت معركة شديدة وقتل فيها العديد. تمكن جيش ابن زياد من الوصول إلى منزل عبد الله بن عفيف ودخلوا إليه.

    قتال عبد الله بن عفيف مع قوات ابن زياد

    أعطت ابنة عبد الله بن عفيف السيف لأبيها، ورغم كونه أعمى، دافع عن نفسه بصمود. لكن تم القبض عليه وأخذوه إلى ابن زياد.

    استشهاد عبد الله بن عفيف الأزدي (تتمة)

    بعد مشاجرة لفظية شديدة مع ابن زياد، أصدر عبيد الله بن زياد أمرًا بقتل عبد الله بن عفيف. فقال عبد الله بن عفيف: “الحمد لله رب العالمين، قبل أن تولد أمك، كنت أسأل الله الشهادة، وقد منّ الله عليّ بالشهادة بعد أن فقدت بصري، فقد صرت شاكراً لله أن استجاب لدعائي وأعطاني الشهادة.”

    ثم قُتل عبد الله بن عفيف، وكانت شهادته دليلاً على إخلاصه وثباته على الحق رغم العنف والضغوط التي واجهها.

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *