چهارشنبه / ۲۵ مهر / ۱۴۰۳ Wednesday / 16 October / 2024
×

مسعدة يقول: بينما كان الإمام (عليه السلام) يمر بجانب جماعة من الفقراء، كانوا قد بسطوا سفرة ووضعوا فيها قطعاً من الخبز، فطلبوا من الإمام (عليه السلام) أن يشاركهم الطعام. فوافق الإمام (عليه السلام) على الفور وجلس معهم وأكل من ذلك الخبز، وتلا هذه الآية: «إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ». ثم قال: لقد قبلت دعوتكم، فاقبلوا […]

زهد و تواضع الامام الحسین علیه السلام
  • کد نوشته: 7211
  • 5 بازدید
  • بدون دیدگاه
  • مسعدة يقول: بينما كان الإمام (عليه السلام) يمر بجانب جماعة من الفقراء، كانوا قد بسطوا سفرة ووضعوا فيها قطعاً من الخبز، فطلبوا من الإمام (عليه السلام) أن يشاركهم الطعام.

    فوافق الإمام (عليه السلام) على الفور وجلس معهم وأكل من ذلك الخبز، وتلا هذه الآية: «إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ».

    ثم قال: لقد قبلت دعوتكم، فاقبلوا دعوتي. فقام الجميع وذهبوا إلى منزل الإمام (عليه السلام). فأمر الإمام جاريته قائلاً: حضري كل طعام جيد لديك.

    لم يتأخر الإمام (عليه السلام) أو يتردد في قبول دعوتهم، وجلس معهم. ثم دعاهم وقال: لكل دعوة مجيب، كما استجبت لدعوتكم، أجيبوا دعوتي.

    ومن المؤكد أن هناك في بيوت الكبار طعامًا خاصًا يُدخر للضيوف الكرام، وقد طلب الإمام (عليه السلام) من ذلك الطعام للفقراء، وأراد أن يفهمهم أنهم في عينه عزيزون، وأن فقرهم وحاجتهم لا يقللان من مكانتهم عنده.

    نعم! الإمام الحسين (عليه السلام) في هذا الخُلق العظيم يقتدي بجده الكريم (صلى الله عليه وآله)، وسلوك النبي (صلى الله عليه وآله) مع أصحاب الصفة هو المثال الذي اتبعه ولده.

    إن الرواة وناقلي الأخبار والتاريخ، في زمن حكم معاوية ويزيد، لم يكونوا قادرين على نقل فضائل ومناقب أهل البيت (عليهم السلام)، وربما كان نقل هذه الفضائل سببًا في قتل الراوي. لهذا يجب البحث عن فضائل ومناقب الإمام الحسين (عليه السلام) في هذا الجانب وذاك.

    وقد جاء في كتاب «المناقب» أن الإمام الحسين (عليه السلام) سافر إلى مكة للحج مشياً على الأقدام خمساً وعشرين مرة، رغم أنه كان لديه أفضل وسائل الركوب.

    إن هناك فرقاً بين من يسير للحج مشياً بسبب الفقر ومن يسير مشياً تواضعاً وعبادةً لله مع القدرة على الركوب، ولا يكون أجرهما وثوابهما متساوياً.

    قال الإمام الصادق (عليه السلام): «ما عبد الله بشيء أفضل من المشي إلى بيته».

    وربما كانت مسيرة الإمام (عليه السلام) مشياً تدعو الأغنياء إلى هذه العبادة، فيقتدون به. ومن جهة أخرى، فإن هذا العمل كان يشجع الفقراء على المشي ويواسيهم، فيقومون بهذه العبادة بارتياح ونشاط.

    ولهذا السبب، فقد قام الإمام (عليه السلام) بالحج مشياً على الأقدام خمساً وعشرين مرة، وأدى أعظم العبادة، ونال الأجر العظيم من الله.

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *