چهارشنبه / ۳۰ آبان / ۱۴۰۳ Wednesday / 20 November / 2024
×

السؤال الذي يطرحه دائماً قرّاء تاريخ السقيفة وأحداث ما بعد استشهاد النبي صلى الله عليه وآله هو: بعد أن اجتمع الناس في السقيفة وانتخبوا أميراً لأنفسهم، رغم أن القيادة والولاية والحكم بعد رسول الله صلى الله عليه وآله كانت حقاً محسوماً ومسلماً به لأمير المؤمنين عليه السلام، لماذا لم يتخذ أي إجراء ضد الحكومة ولم […]

لماذا سكت أمير المؤمنين عليه السلام تجاه السقیفة
  • کد نوشته: 7417
  • 15 بازدید
  • بدون دیدگاه
  • السؤال الذي يطرحه دائماً قرّاء تاريخ السقيفة وأحداث ما بعد استشهاد النبي صلى الله عليه وآله هو:

    بعد أن اجتمع الناس في السقيفة وانتخبوا أميراً لأنفسهم، رغم أن القيادة والولاية والحكم بعد رسول الله صلى الله عليه وآله كانت حقاً محسوماً ومسلماً به لأمير المؤمنين عليه السلام، لماذا لم يتخذ أي إجراء ضد الحكومة ولم يخرج لاستعادة حقه؟

    بعبارة أبسط:
    لماذا سكت أمير المؤمنين عليه السلام؟

    في أوساط المؤرخين والمحللين المسلمين، هناك نظريتان حول سبب سكوت الإمام علي (عليه السلام):

    مجموعة من المؤرخين، وهم غالباً من علماء أهل السنة وبعض غيرهم، يعتقدون أن سكوت الإمام علي (عليه السلام) لمدة 25 عاماً يشير إلى أنه لم يكن يعتقد بأحقية الحكم لنفسه، وأن الحق في الحكم يعود للناس.

    أما المجموعة الثانية التي تشمل علماء الشيعة وبعض علماء أهل السنة، فقد فسروا أسباب هذا السكوت استناداً إلى كلمات الإمام علي (عليه السلام) وأكدوا أن الحكم كان حقاً إلهياً له، وأن الخلافة قد أُعلنت له صراحة من قبل النبي صلى الله عليه وآله.

    في تفسير النظرية الأولى يجب أن نقول:

    يعتقد البعض أن سكوت الإمام علي (عليه السلام) خلال فترة حكم أبو بكر وعمر وعثمان يدل على أن حق الحكم يعود إلى الناس. مهدي بازرگان يعتقد أن سلوك وأفعال أئمة الشيعة (عليهم السلام) تجاه حق الحكم تظهر أن جميع الأئمة (عليهم السلام) لم يروا الحق في الحكم لا للحاكم كيزيد ولا لأنفسهم ولا لله، بل الحق في الحكم يعود للناس.

    ابن أبي الحديد المعتزلي، من علماء أهل السنة البارزين، في شرحه الشهير على نهج البلاغة للإمام أمير المؤمنين عليه السلام، في تفسير الخطبة 92، يكتب عن سبب رفض الإمام علي (عليه السلام) للخلافة بعد عثمان:

    «علماؤنا يفسرون هذا الكلام (دعوني والتمسوا غيري) وفق ظاهره ويقولون: رغم أنه كان أحق الناس بالخلافة وأجدرهم بالحكم، لكنه لم يكن لديه أي أمر أو إذن من النبي صلى الله عليه وآله لتشكيل الحكومة وقيادة الناس، لأنه لو كان لديه وصية من النبي صلى الله عليه وآله في هذا الصدد، لم يكن من المناسب أن يقول: “دعوني والتمسوا غيري” ولم يكن صحيحاً أن يقول: “إذا تركتموني سأكون كأحدكم، وفيمن تولونه أموركم سأكون أسمع وأطيع” بل لقبل أمر الخلافة من جهة أخرى».

    لكن غالبية المؤرخين الشيعة وبعض أهل السنة يرون أن النظرية الثانية صحيحة ولإثبات ذلك يستندون إلى دلائل مستمدة من كلام الإمام أمير المؤمنين وكلمات النبي صلى الله عليه وآله.

    إذا كانت النظرية الثانية صحيحة:
    لماذا لم يقم الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) لاستعادة حقه؟

    العمل بوصية النبي صلى الله عليه وآله:
    النبي صلى الله عليه وآله قد تنبأ بالأحداث التي ستحدث بعده، ونصح الإمام أمير المؤمنين عليه السلام بالصبر والتحمل. ابن شهرآشوب يروي هذه الوصية كالتالي:

    قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «يا عَلِي، إنكَ ستلقى بعدي كذا وكذا». فقال عليه السلام: «يا رَسولَ اللّهِ، إنَّ السَّيفَ لذو شَفرتينِ، وما أنا بالفاشل ولا الذليل». فقال النبي (صلى‌ الله ‌عليه ‌و‌آله‌ وسلم): «فاصبر يا علي». فقال علي (عليه‌ السلام): «أصبر يا رسول الله».

    عدم وجود أعوان وأنصار:
    في الخطبة 26 من نهج البلاغة، يقول الإمام أمير المؤمنين عليه السلام:
    «فنظرتُ فإذا ليس لي معينٌ إلا أهل بيتي فَضَنَنتُ بهم عن الموت، وأغمضتُ على القذى، وشربتُ على الشجى، وصبرتُ على أخذ الكظم، وعلى أمرّ من طعم العلقم».

    غياب الشروط اللازمة للقيام:
    الإمام علي عليه السلام أجاب أبا سفيان وبعض الآخرين الذين طلبوا منه قيادة وتشكيل حكومة (ومعارضة الخلافة)، قائلاً:
    «وَ مُجْتَنِي الثَّمَرَةِ لِغَيْرِ وَقْتِ إِينَاعِهَا كَالزَّارِعِ بِغَيْرِ أَرْضِهِ».
    «(في هذا الوقت، من المناسب أن أتنحى عن حقي وأصبر، لأن) من يقطف الثمرة في غير وقت نضجها يشبه من يزرع في أرض غيره».

    منع تفكك المجتمع الإسلامي:
    أغلب علماء الشيعة يرون أن الإمام علي عليه السلام، بالإضافة إلى الأسباب السابقة، تنازل عن حقه من أجل الحفاظ على الوحدة الإسلامية والخطر الذي كان يخشى عودته من الكفر. الشيخ المفيد ينقل هذا السبب عن الإمام أمير المؤمنين عليه السلام، كما قاله:
    «عن الإمام علي (عليه‌ السلام) فيما قالهُ بعد أخذ البيعة على من حضره عندما نزل بذي قارٍ: قد جرت أمورٌ صبرنا فيها، وفي أعيننا القذى؛ تسليماً لأمر الله تعالى فيما امتحننا به؛ رجاءَ الثواب على ذلك، وكان الصبر عليها أفضل من أن يتفرق المسلمون، وتُسفَك دماؤهم».

    بالإضافة إلى ذلك، في ظروف المجتمع الإسلامي الذي كان قد تشكل حديثاً، مع خطر الردة لبعض القبائل وظهور مدعين كاذبين للنبوة، وأيضاً خطر الهجوم المحتمل من الرومان، لم تكن أي خطوة عملية ضد الحكومة مناسبة، وكان هذا الفعل بالضبط ما يريده أعداء مثل أبو سفيان الذي كان يحث الإمام على الخروج ضد الحكومة.

    اتباع نهج أولياء الله عليهم السلام:
    الإمام علي عليه السلام في بعض أقواله يعتبر أن سبب سكوته هو اتباع نهج ستة أنبياء من أولياء الله عليهم السلام:
    نبي الله إبراهيم عليه السلام عندما ابتعد عن قومه بسبب عبادتهم للأصنام،
    نبي الله لوط عليه السلام عندما لم يكن لديه قوة بين قومه وكان مظلوماً،
    نبي الله يوسف عليه السلام عندما فضل السجن على القيام بما يغضب الله،
    نبي الله موسى عليه السلام عندما هرب خوفاً من قومه،
    نبي الله هارون عليه السلام عندما أرادوا قتله،
    ونبي الله محمد صلى الله عليه وآله عندما هرب خوفاً على نفسه من قومه ولجأ إلى الغار.

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *