چهارشنبه / ۲۵ مهر / ۱۴۰۳ Wednesday / 16 October / 2024
×

في بداية الحديث، قد يتبادر إلى الذهن سؤال عن عدد المسلمين الذين تجمعوا في سقيفة بني ساعدة؟ وهل كان عددهم كبيرًا لدرجة أن يفكروا في أمر كهذا؟ اجتماع صغير لأمر كبير! على الرغم من أن بعض المصادر السنية استخدمت تعابير مثل “اجتمعت بها الأنصار” و “معشر المهاجرين” لتشير إلى أن اجتماع السقيفة كان نتيجة لمشاركة […]

الحوار بین الانصار و المهاجرین فی سقیفة بنی ساعدة
  • کد نوشته: 7434
  • 6 بازدید
  • بدون دیدگاه
  • في بداية الحديث، قد يتبادر إلى الذهن سؤال عن عدد المسلمين الذين تجمعوا في سقيفة بني ساعدة؟ وهل كان عددهم كبيرًا لدرجة أن يفكروا في أمر كهذا؟

    اجتماع صغير لأمر كبير!

    على الرغم من أن بعض المصادر السنية استخدمت تعابير مثل “اجتمعت بها الأنصار” و “معشر المهاجرين” لتشير إلى أن اجتماع السقيفة كان نتيجة لمشاركة عدد كبير من الأنصار والمهاجرين، إلا أن الباحث الألماني المعاصر، ولفريد مادلونغ، ذكر أن المهاجرين الذين حضروا اجتماع السقيفة كانوا فقط أبو بكر، وعمر، وأبو عبيدة، وقد يكون معهم عدد قليل من أفراد عائلاتهم وخدمهم. يشير بعض الباحثين إلى وجود سالم، عبد أبي حذيفة المحرر، الذي كان من أوائل من بايعوا أبا بكر في السقيفة، رغم أن المصادر الأولية الموثوقة لم تذكر حضوره. ولا توجد مصادر تذكر مشاركة مهاجرين آخرين من ذوي الرتب المتوسطة أو الأقل من هؤلاء.

    أشهر الأنصار الذين حضروا السقيفة كانوا: سعد بن عبادة، ابنه قيس، بشير بن سعد (ابن عم سعد ومنافسه)، أسيد بن حضير، ثابت بن قيس، البراء بن عازب، وحباب بن منذر.

    في كتابه، أشار ابن قتيبة بعبارة “ولو يجد عليهم أعوانًا لصال بهم، ولو بايعه أحد على قتالهم لقاتلهم”، مما يعني ضمنيًا أن اجتماع الأنصار في السقيفة لم يكن كبيرًا.

    ماذا حدث بين المهاجرين والأنصار في السقيفة؟

    في سقيفة بني ساعدة، دار العديد من الحوارات بين الأنصار الحاضرين والمهاجرين الذين انضموا إليهم لاحقًا، ولكل منها تأثيرها. ولكن أكبر تأثير كان لكلمات أبي بكر ومرافقيه. بعض هذه المحادثات جاءت كالتالي:

    سعد بن عبادة:
    تحدث في بداية الاجتماع وقبل وصول أبي بكر ورفاقه، ولكن بسبب مرضه، كان ابنه ينقل كلامه إلى الحاضرين. وذكر أهم النقاط التي أشار إليها:

    • ذكر مناقب الأنصار وتفوقهم على بقية الجماعات المسلمة، وخدماتهم للإسلام وللرسول (ص)، ورضى الرسول عن الأنصار عند وفاته.

    أبو بكر:
    كانت كلماته حاسمة في تحديد نتيجة الاجتماع. تحدث في عدة مناسبات، وملخص كلامه كان:

    • تفوق المهاجرين على الأنصار بما في ذلك سبقتهم في تصديق رسالة الرسول (ص)، وسبقهم في الإيمان وعبادة الله، وعلاقتهم القريبة أو الصداقة مع الرسول (ص)، وحق المهاجرين في الخلافة لهذه الأسباب، وأن الأنصار يستحقون دور الوزارة وليس الحكم.

    حباب بن منذر:
    تحدث مرتين أو ثلاث مرات في السقيفة، وكان يحرض الأنصار ضد المهاجرين، وخاصة أبو بكر وعمر. وطرح مرة أخرى فكرة تعيين أمير من كل قوم.

    عمر بن الخطاب:
    أكد معظم ما قاله أبو بكر، وقدم حججًا مماثلة لتلك النقاط، مثل:

    • أن قبائل العرب لن تعترض على تولي عائلة النبي الخلافة، واستحالة تعيين أميرين من كل قوم لأن ذلك غير ممكن.

    أبو عبيدة الجراح:
    حذر الأنصار من تغيير دينهم وزعزعة وحدة المسلمين.

    بشير بن سعد:
    رغم أنه كان من الأنصار، أكد حجج أبو بكر ورفاقه، ونصح الأنصار بعدم مخالفة المهاجرين.

    عبد الرحمن بن عوف:
    ذكر فضائل أشخاص مثل علي (ع)، أبو بكر، وعمر، وأشار إلى أن الأنصار يفتقرون إلى شخصيات مماثلة.

    زید بن أرقم:
    ذكر فضائل الأنصار وكبارهم مثل سعد بن عبادة، ومعاذ بن جبل، وأبي بن كعب، وخزيمة بن ثابت، وذكر أن عليًا (ع) كان يتمتع بجميع هذه الصفات.

    نتيجة المفاوضات:

    وفقًا لتاريخ الطبري، قال عمر بن الخطاب عن تلك اللحظات: “في تلك اللحظة ارتفعت أصوات الحاضرين من كل جانب، وسمعنا كلامًا غير مفهوم من كل زاوية، حتى خشيت أن يؤدي الخلاف إلى تفرقنا. لذا قلت لأبو بكر: مد يدك لأبايعك”، ولكن قبل أن يضع يده في يد أبي بكر، كان بشير بن سعد الخزرجي قد سبقه وبايع أبا بكر.

    بعد ذلك، بدأ الحاضرون في السقيفة يبايعون أبا بكر حتى أن سعد بن عبادة المريض كان في خطر أن يداس تحت الأقدام.

    من هذا العرض نفهم أن اجتماع السقيفة كان نتيجة تجمع أفراد كانوا ينتظرون وفاة الرسول (ص) منذ فترة طويلة ليحصلوا على مناصب وسلطات في الحكومة المقبلة، وكانوا يطمحون إلى تحقيق أهدافهم القديمة التي كانوا يسعون إليها منذ فترة طويلة.

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *