چهارشنبه / ۲۵ مهر / ۱۴۰۳ Wednesday / 16 October / 2024
×

الراوي يقول: استعدَّ الإمام الحسين (عليه السلام) للخروج من المدينة، فذهب ليلاً لتوديع قبر أمه وأخيه الإمام الحسن (عليه السلام)، ثم عاد إلى البيت في الصباح. ثم جاء إليه أخوه محمّد بن الحنفية، فكتب الإمام الحسين (عليه السلام) وصيته لأخيه: «بسم الله الرحمن الرحيم. هذا ما أوصى به الحسين بن علي بن أبي طالب إلى […]

وصایا الامام الحسین علیه السلام سراجٌ
  • کد نوشته: 7281
  • 4 بازدید
  • بدون دیدگاه
  • الراوي يقول: استعدَّ الإمام الحسين (عليه السلام) للخروج من المدينة، فذهب ليلاً لتوديع قبر أمه وأخيه الإمام الحسن (عليه السلام)، ثم عاد إلى البيت في الصباح.

    ثم جاء إليه أخوه محمّد بن الحنفية، فكتب الإمام الحسين (عليه السلام) وصيته لأخيه:

    «بسم الله الرحمن الرحيم. هذا ما أوصى به الحسين بن علي بن أبي طالب إلى أخيه محمد المعروف بابن الحنفية:

    إنَّ الحسين يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأنَّ محمداً عبده ورسوله، جاء بالحق من عند الحق، وأنَّ الجنة والنار حق، وأنَّ الساعة آتية لا ريب فيها، وأنَّ الله يبعث من في القبور.

    وأني لم أخرج أشراً، ولا بطراً، ولا مفسداً، ولا ظالماً، وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي (صلى الله عليه وآله وسلم)،

    أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر، وأسير بسيرة جدي وأبي _ علي بن أبي طالب _ فمن قبلني بقبول الحق فالله أولى بالحق،

    ومن ردّ عليَّ هذا أصبر حتى يقضي الله بيني وبين القوم بالحق وهو خير الحاكمين.

    وهذه وصيتي يا أخي إليك، وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب.»

    هذه وصية الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام) إلى أخيه محمد بن الحنفية.

    الحسين (عليه السلام) يشهد حقاً أنَّه لا معبود بحق إلا الله الواحد الذي لا شريك له، وأنَّ محمداً (صلى الله عليه وآله وسلم) عبده ورسوله الذي جاء بالحق من عند الله. الجنة والنار حق، والقيامة _ بلا شك _ ستأتي، والله سيبعث من في القبور. لم أقم طلباً للشهوة ولا تعنتاً ولا فساداً ولا ظلماً، بل خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي. أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر وأسير على نهج جدي (صلى الله عليه وآله وسلم) وأبي علي بن أبي طالب (عليه السلام). فمن قبل دعوتي لأنَّها حق، فالله أحق بالحق (وجزاؤه عنده) ومن لم يقبلها، فإني سأصبر حتى يقضي الله بيني وبين هؤلاء القوم بالحق، وهو خير الحاكمين.

    أخي! هذه وصيتي إليك، وما توفيقي إلا بالله، عليه توكلت وإليه أنيب.»

    ثم طوى الكتاب وختمه وأعطاه لمحمد، وغادر المدينة في منتصف الليل. ووفقاً لما ذكره الشيخ المفيد في الإرشاد، غادر الحسين (عليه السلام) المدينة في ليلة الأحد، قبل يومين من نهاية شهر رجب، متوجهاً إلى مكة، وأخذ معه أبناءه وأبناء إخوته وأخواته وأهل بيته، باستثناء محمد بن الحنفية، ووصل إلى مكة في ليلة الجمعة الثالث من شعبان، وهو يقرأ هذه الآية:

    «وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقَاءَ مَدْيَنَ قَالَ عَسَى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَوَاءَ السَّبِيلِ»

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *