چهارشنبه / ۲۵ مهر / ۱۴۰۳ Wednesday / 16 October / 2024
×

زهیر بن قین، هذا الرجل الشجاع والنبیل، كان من أعظم أنصار الإمام الشهيد، وقد أوكل الإمام الحسين (عليه السلام) قيادة الجناح الأيمن لجيشه الصغير إلى زهیر. كان هذا الرجل في المعركة من أعظم الشجعان والمضحين، وهو الشخص الذي قال للإمام (عليه السلام): “قاتل حر بن يزيد قبل أن يصل جيش آخر من العدو، فإننا لن […]

خطبة زهیر بن قین و خوف الشمر من ثورة الجیش
  • کد نوشته: 7245
  • 7 بازدید
  • بدون دیدگاه
  • زهیر بن قین، هذا الرجل الشجاع والنبیل، كان من أعظم أنصار الإمام الشهيد، وقد أوكل الإمام الحسين (عليه السلام) قيادة الجناح الأيمن لجيشه الصغير إلى زهیر. كان هذا الرجل في المعركة من أعظم الشجعان والمضحين، وهو الشخص الذي قال للإمام (عليه السلام): “قاتل حر بن يزيد قبل أن يصل جيش آخر من العدو، فإننا لن نتحمل مواجهتهم.”

    كان زهیر من أبرز الخطباء قبل المعركة؛ فـ”في يوم عاشوراء ركب حصانه ووقف أمام أهل الكوفة وقال: أحذركم من عذاب الله، نحن وإياكم إخوة في الدين ما دمنا لم نستل السيوف على بعضنا البعض، ولكن بعد استلال السيوف، سيُحاسب كل واحد منا بشكل منفصل، وعلى المسلم ألا يتوانى في نصح أخيه المسلم. إن الله يبتلينا وإياكم بذريّة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ليرى كيف سنعمل.

    ندعوكم إلى نصرة ذريّة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وترك طاعة عبيد الله. ماذا رأيتم منهما طوال فترة حكم زياد وابنه عبيد الله سوى الظلم والقهر؟ كانوا يعمون عيونكم ويقطعون أيديكم وأرجلكم ويمثلون بكم ويصلبونكم، وقتلوا خياركم وقرّاءكم مثل حجر بن عدي وأصحابه وهاني بن عروة وأمثالهم.”

    في هذه اللحظة، بدأ جيش العدو يشتم زهیر ويمدح عبيد الله بن زياد ويدعون له قائلين: “والله لن نتركك أنت وحسين حتى نقتلكما أو نسلمكما حيّين لعبيد الله.”

    فقال زهیر: “ابن فاطمة (سلام الله عليها) أحق بالمحبة والنصرة من ابن سمية. فإن كنتم لا تنصرونه، فلا تقاتلوه على الأقل، ودعوه مع يزيد ليقرّر مصيره؛ فإن يزيد يرضى منكم دون قتل الحسين.”

    هذه الجملة كانت من كلام زهیر، ولم تكن من كلام الإمام (عليه السلام). حاول زهیر من خلال الاحتجاج مع الجيش أن يوضح عيوب زياد وعبيد الله وظلمهما للشعب، ويريد من هذا الطريق أن يحرك مشاعر الناس. وأشار إلى قتل كبار الكوفة ورؤساء العشائر، مثل حجر وهاني بن عروة، على يد هؤلاء ليثير عشائر هؤلاء الكبار ويدفعهم إلى التمرد. وفي هذه اللحظة، بدأ بعض أراذل الجيش بتمجيد ابن زياد وشتم زهیر.

    لما رأى زهیر أن هذه الطريقة لم تحقق هدفه، لجأ إلى طريقة أخرى وقال: “دعوا حسين وشأنه مع يزيد، فليقرر يزيد ما يريد، فهو يرضى منكم دون قتل الحسين (عليه السلام).”

    بهذه الكلمات، حاول زهیر أن يثير الجيش ضد ابن زياد ويريد منهم أن يقولوا: “نحن لا نقبل بحكم ابن زياد، بل نقبل بحكم يزيد، لذا لا ينبغي أن يُقتل الحسين (عليه السلام).” ولكن رؤساء الجيش خافوا من هذا الكلام، وكان يجب عليهم أن يسكتوا زهیر. لذا ألقى شمر سهماً نحو زهیر وقال: “اسكت، قاتلك الله! لقد أرهقتنا بكثرة كلامك.”

    فقال زهیر: “يا ابن البول على عقبيه! (وهذه عبارة تدل على الاحتقار) أنا لا أكلمك، فأنت لا تعدو أن تكون حيواناً، لا علم لك بآيتين من كتاب الله، وأبشرك بعذاب الله!”

    فقال شمر: “في غضون ساعة واحدة ستُقتل أنت وحسين.”

    فقال زهیر: “هل تخيفني بالموت؟ والله إن الموت معه خير من الحياة الدائمة معكم.”

    من هذه الكلمات يتضح أن هدف شمر كان إثناء زهیر عن كلامه حتى لا يؤثر في الناس ولا يوقظ الجيش ويدفعه إلى التمرد. ولكن زهیر استمر في سبّ شمر وشتمه. كانت هذه الكلمات تعبر عن قوة قلب زهیر وفصاحته وشجاعته وشرفه، حتى إنه كان يواجه شمر، الذي كان قائد الجيش في تلك اللحظة، بهذه الطريقة القاسية.

    ثم كما لو أن زهیر أدرك أن هدف شمر كان إبعاده عن مقصده، عاد مخاطباً الناس وقال: “عباد الله! لا يخدعنكم هذا الأحمق الجاف (شمر) وأمثاله في دينكم، فإن شفاعة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) لن تنال قتلة ذريته وقتلة أنصار العترة الطاهرة والمدافعين عن أهله.”

    وفي هذا الوقت، استدعى الإمام (عليه السلام) زهیر، وصاح شخص: “أبا عبد الله يقول، تعال، لقد اجتهدت في هداية هؤلاء الناس مثل مؤمن آل فرعون.”

    ومع ذلك، وكما أن نصائح مؤمن آل فرعون لم تؤثر في الفراعنة، لم تنجح نصائح زهیر أيضاً، وأولئك الذين كانوا أشد الناس بؤساً وشقاءً أحاطوا بالإمام (عليه السلام) وأصحابه، بينما كان المحبون أبعد قليلاً وكانوا مجرد سَواد للجيش، وكان هؤلاء الأراذل يمنعون أن تصل نصائح الإمام (عليه السلام) أو زهیر أو غيرهما إلى تلك الجماعة، وحتى لو وصلت، كان حب الدنيا قد أعمى بصائرهم.

    يذكر الطبري في سنده عن سعد بن عبيدة: أن شيوخاً من أهل الكوفة كانوا واقفين على تل ويبكون ويدعون الله قائلين: “اللهم انصر حسيناً (عليه السلام).” فقال لهم الراوي: “يا أعداء الله! لماذا لا تنزلون وتناصرون حسيناً (عليه السلام)؟”

    يتبين من هذا النقل أن الذين كانوا يدّعون حب أهل البيت كانوا مجرد سَواد للجيش، وعند لحظة الاستشهاد صعدوا إلى مكان مرتفع ليشاهدوا بأعينهم ما يحدث للحسين (عليه السلام) وعندما شاهدوا ذلك بكيوا! كان مثل هؤلاء في جيش ابن سعد، بل إنهم كانوا من شيوخ ورؤساء الكوفة، وكان أمراء الجيش يخشون من تمرد هؤلاء الأشخاص، لكن حب الدنيا هو الذي جلبهم إلى كربلاء، فإن “حب الدنيا رأس كل خطيئة”.

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *