وصية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) بإخفاء قبره وقد أمر حضرة أمير المؤمنين عليه السلام أن لا يفتح مرقده ولا يعلم به الناس، لأن أعداءه يهينونه ويدنسونه. ولذلك أمر الإمام الحسن (عليه السلام) أن يسري بجسده إلى النجف ويدفنه بعد وفاته، ثم يضعه على جمل ويرسله إلى المدينة على يد أحد، وكذلك […]
وقد أمر حضرة أمير المؤمنين عليه السلام أن لا يفتح مرقده ولا يعلم به الناس، لأن أعداءه يهينونه ويدنسونه.
ولذلك أمر الإمام الحسن (عليه السلام) أن يسري بجسده إلى النجف ويدفنه بعد وفاته، ثم يضعه على جمل ويرسله إلى المدينة على يد أحد، وكذلك إلى الكوفة في أربعة مواضع، شخصية قبر اسمه سيبنون: في مسجد الكوفة، وفي الرحبة، وفي دار جعدة بن هبيرة، وفي النجف؛ حتى لا يعرف أحد مكان مرقد النبي الكريم ويأمن من الهجوم.
وينقل هذا المقال مدى ظلم ذلك الكائن المقدس ومدى عداوة ظالمي الأمة له.
وكان مرقد أمير المؤمنين (عليه السلام) لا يزال مخفياً حتى زار الإمام زين العابدين (عليه السلام) المرقد في مكانه الحالي للمرة الأولى.
وبعد ذلك في أيام الخليفة الأول لبني العباس أبو العباس صفح عندما قدم الإمام الصادق عليه السلام الكوفة بين سنة 132 و 136 هـ، وبعد ذلك 12 سنة عندما قدم أبو جعفر المنصور، الخليفة العباسي الثاني، كان في منصبه، وفي كثير من الأحيان كان الإمام الصادق يدعو النبي الكريم (صلى الله عليه وسلم) من المدينة إلى الكوفة والحيرة والهاشمية وبالفعل جذبه، وفي كل رحلة كان الرسول الكريم مع واحد فذهب أو أكثر من أصحابه الخاصين لزيارة مرقد أمير المؤمنين (عليه السلام) وأطلعوهم على مكانه.
وكان حتى ذلك الحين يحاول إخفاء مكان القبر حفاظًا على هجمات الخوارج وبني أمية، لكن في عهد بني العباس، حيث لم يعد هناك أي خطر على مرقد النبي، كان ذلك واختفت الحساسية في رحلة الصادق عليه السلام دراهم قليلة إلى سعفان جمال، فأعطى لترميم ما فقد من آثار القبر، بعد ذلك كان يزوره عشرين سنة ويصلي عند القبر. لكن النخبة الشيعية فقط هي التي علمت بالقبر ولم يكن عامة الناس على علم به.
وقد تمت زيارة القبر النبوي رسمياً في زمن هارون الرشيد، أي بعد مرور مائة عام تقريباً على استشهاد أمير المؤمنين عليه السلام ودفنه في ذلك المكان المقدس. .
يكتب الشيخ مفيد: يروي عبد الله بن حازم قال: ذهبت لصيد الغزلان مع هارون الرشيد الخليفة العباسي القوي الذي قدم الكوفة، في الصحراء خلف الكوفة في منطقة الغرين، وكان لها سهل واسع. وأعطوا الغزال فرصة ليكون في مرمى الخليفة، وفي ذلك اليوم فجأة وقعت عين هارون على قطيع من الغزلان فتبعهم، وأطلق الصيادون كلاب الصيد لمنع الغزلان من الهرب، فناموا واستراحوا.
ورأى الصيادون وهارون أن كلاب الصيد وصقور الصيد وصلت إلى هذا الارتفاع، فألقي كل واحد منهم إلى جانب واحد، ونزل الغزلان دون أي خوف من الارتفاع، ولكن في كل مرة كانت كلاب الصيد وصقور الصيد الخاصة بها تحاول الصعود إلى ارتفاع ، سوف يسقطون بشكل غامض.
لاحظ هارون وأصحابه هذا الموقف ثلاث مرات، فاندهش الصيادون واستغرب الخليفة عندما رأى هذا المشهد، فأمرهم هارون بنصب خيمة له على نفس الارتفاع وأمرهم بالذهاب إلى الكوفة للعثور على رجل عجوز. من يعرف عن الوضع في هذا المكان وإحضاره إليه.
فوجدوا وأحضروا شيخا من فرتوت من قبيلة بني أسد
فسأل هارون الرجل العجوز: هل يعرف عن هذا المكان شيئاً وهل سمع عنه من أجداده؟
قال الرجل العجوز: إذا أمنني الخليفة بأنني وآمن هذا المكان، سأعطيه المعلومات التي عندي.
فقال هارون: والله لا يصيبك ولا هذا المكان سوء من جانبي.
قال الرجل العجوز إن والدي أخبرني أن الشيعة في عهد أبيه كانوا يعتقدون أن هذا التل هو مكان دفن حضرة أمير المؤمنين علي عليه السلام، وأن الله جعل هذا المكان ملاذا له. ومن لجأ إليه فهو آمن.
فنزل هارون، وكان يومئذ على فرس، واستسقى، وتوضأ، وقام للصلاة، ثم ارتمى على الأرض، وبكى، وحزن على وفاة أمير المؤمنين (عليه السلام). وفرك نفسه على الأرض. ثم أمر ببناء قبة على ذلك التربت الطاهر، وكان كلما قدم الكوفة ذهب لزيارته.
وهكذا تم اكتشاف قبر أمير المؤمنين على يد أحد أعدائه، وأصبح مكاناً عاماً وخاصاً للحج.
يقول محمد عائشة: سمعت هذه القصة من عبد الله بن حازم، ولكن قلبي لم يكن مستعداً لقبولها حتى بعد أيام قليلة ذهبت إلى الحج، فرأيت ياسر سراج هارون، فقال: في إحدى الليالي التي فيها هارون و رجعت من مكة وأتيت الكوفة. قال هارون ياسر أخبر عيسى بن جعفر ابن عم هارون أن يصعد على متن السفينة.
لكن هارون صعد التل وقام يصلي، فكل ركعتين من الصلاة التي كان يصليها بكى وسقط على الأرض وتدحرج وقال: يا ابن عم، والله إني لأعلم نعمتك وتاريخك في الإسلام وبسببك. خدمة صادقة، وبسبب الإسلام وصلت إلى هذا المنصب، أنت كما قلت، لكن أطفالك يضايقونني ويتمردون علي.1 وأراد أن يقوم مرة أخرى ويصلي ويكرر نفس الكلمات ويصلي ويبكي.
فلما طلع الفجر قال لي يا ياسر احمل عيسى التقطته قال له هارون يا عيسى قم فصل عند قبر ابن عمك قال عيسى هذا قبر علي بن أبي طالب، فإن عيسى توضأ وقام يصلي، فمضى هارون يصلي حتى الفجر، فقلت: يا أمير، أصبح الصبح، فركبنا ورجعنا إلى الكوفة.2
اترك تعليقاً