چهارشنبه / ۲۵ مهر / ۱۴۰۳ Wednesday / 16 October / 2024
×

العفو هو التجاوز عن الذنب والتقصير، والكرم هو التجاوز عن المال. وكان التجاوز عن كليهما سهلاً على الإمام (عليه السلام). قد يكون التجاوز عن المال سهلاً على البعض، بينما يكون التجاوز عن التقصير صعبًا عليهم، ولكن الرجل العظيم هو من يكون التجاوز عن كليهما سهلاً عليه. وقد نقل في «کشف الغمّة» أن غلام الإمام (عليه […]

عفو و کرم الامام الحسین علیه السلام
  • کد نوشته: 7204
  • 9 بازدید
  • بدون دیدگاه
  • العفو هو التجاوز عن الذنب والتقصير، والكرم هو التجاوز عن المال. وكان التجاوز عن كليهما سهلاً على الإمام (عليه السلام). قد يكون التجاوز عن المال سهلاً على البعض، بينما يكون التجاوز عن التقصير صعبًا عليهم، ولكن الرجل العظيم هو من يكون التجاوز عن كليهما سهلاً عليه.

    وقد نقل في «کشف الغمّة» أن غلام الإمام (عليه السلام) ارتكب جريمة تستحق العقاب.

    فأمر الإمام (عليه السلام) بأن يضربوه.

    فقال الغلام: يا مولاي! «وَالکاظِمینَ الغَیظ». [سورة آل عمران، آية 134]

    فقال الإمام (عليه السلام): دعوه.

    فقال: يا مولاي! «وَالعَافِینَ عَنِ النّاسِ».

    فقال الإمام (عليه السلام): قد عفوت عنك.

    فقال: يا مولاي! «واللهُ یُحِبُّ المُحسِنینَ».

    فقال الإمام (عليه السلام): قد أطلقت سراحك وضاعفت لك ما كنت أعطيك.

    هذه القصة تعكس حلم وعفو وكرم وإحسان الإمام (عليه السلام) بلا حدود.

    حقاً! الرجال العظماء يستمتعون بالعفو، وغالباً ما يرغبون في العفو ويشيرون إلى أحد ليشفع، فيشفع.

    عفو النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) عن قريش بعد فتح مكة وعفو الإمام الحسين (عليه السلام) عن حر بن يزيد الرياحي في يوم عاشوراء من أعظم صور العفو.

    بل يمكن القول: إن هذا العفو أهم بكثير من عفو النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، لأن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كان فاتحًا وقريش مغلوبة أمامه، ومع كل ما تعرضوا له من إيذاء وعداء كانوا ضعفاء مستسلمين. أما الإمام الحسين (عليه السلام) فعفا عن حرّ عندما كان في مواجهة عواقب ما فعله حرّ. فلو أن حرّ لم يمنع الإمام (عليه السلام) من العودة في ذلك الوقت، لما وقعت أحداث كربلاء.

    فعفا الإمام (عليه السلام) عن حرّ حين كان محاصرًا من قبل الأعداء بسبب تصرفات حرّ.

    جاء حر بن يزيد الرياحي في يوم عاشوراء إلى الإمام (عليه السلام) وقال: يا ابن رسول الله! فداك أبي وأمي! أنا الذي لم أسمح لك بالعودة وأنزلتك في هذا المكان و… الآن أنا نادم على خطئي وجئت لأضحي بنفسي من أجلك. فهل تظن أن لي توبة؟

    فقال الإمام (عليه السلام): نعم! يغفر الله لك.

    قدم حرّ نفسه بصدق ولم يخدع الإمام (عليه السلام)، وقبل الإمام (عليه السلام) توبته دون تردد.

    حقاً، إنني في حيرة من عظمة عفو الإمام الحسين (عليه السلام) في ذلك الوقت، دون تأمل أو توبيخ، لأن كل المصائب التي أصابت الإمام (عليه السلام) وأهل بيته تعود إلى هذا الرجل. وكما أن صبر الإمام (عليه السلام) لا يمكن تصوره، كذلك عفوه كان عظيماً جداً. قبل الإمام (عليه السلام) توبته فوراً دون لوم أو تقريع، وأثنى عليه قائلاً: أنت حرّ وحرّيتك تليق باسمك الذي أطلقت عليك أمك. ثم طلب منه النزول عن فرسه.

    كأن الإمام (عليه السلام) كان يريد في تلك اللحظة أن يستضيفه ويكرمه، لكن حرّ رفض وطلب الإذن للقتال ضد العدو. فأذن له الإمام (عليه السلام).

    أتعجب من الذين ينظرون إلى عظمة ذنب حرّ ولا يستطيعون التغاضي عنه أو مسامحته، كيف لا ينظرون إلى عظمة عفو ذلك الابن من “رحمة للعالمين”، حيث إن الإمام (عليه السلام) قد عفا عنه ورضي عنه وأثنى عليه، فماذا يقول الآخرون؟


    في كتاب «مناقب» روي أن عبدالرحمن السلمي قارئ القرآن علّم أحد أبناء الإمام (عليه السلام) سورة الحمد. وعندما قرأها الابن أمام والده، أمر الإمام (عليه السلام) أن يعطوا المعلم ألف دينار وأن يملأوا فمه بالدرّ والياقوت.

    فقيل له: لماذا أعطيته هذا القدر؟

    فقال: إن هذا لا يساوي عمله. ومن أشعار الإمام (عليه السلام):

    إذا جادت الدنيا عليك فجد بها على الناس طرّاً قبل أن تنفلت

    فلا الجود يفنيها إذا هي أقبلت ولا البخل يبقيها إذا ما تولت

    “عندما تقبل عليك الدنيا، فأعطِ وكرم الناس قبل أن تفلت من يدك، فإن الكرم لا يفنيها إذا أقبلت، والبخل لا يبقيها إذا أدبرت.”

    وفي كتاب «مناقب» أيضًا، روي أنه في يوم عاشوراء رأوا علامة على ظهر الإمام (عليه السلام)، فسألوا الإمام زين العابدين (عليه السلام) عنها.

    فقال: هذا أثر الكيس الذي كان يحمله على ظهره ويوصله إلى بيوت الأيتام والفقراء والأرامل.

    المساعدة في الخفاء للمحتاجين تصدر من رجال عظماء لا يلتفتون إلى مدح الناس، وينظرون فقط إلى الله تعالى، ويسعون إلى رضاه بمساعدة المحتاجين بأيديهم دون صخب.

    يقول الله في القرآن:

    “إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورً

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *