تحرك جيش عائشة وطلحة والزبير نحو البصرة ولما علم أمير المؤمنين علي (عليه السلام) بتحرك عائشة وطلحة والزبير نحو العراق تحرك مسرعا وتمنى الوصول إليهم وإعادتهم إلى المدينة. فلما وصل الربذة علم أنهم قد رحلوا، ولما علم أنهم ذاهبون إلى البصرة ارتاح وقال: أحب أهل الكوفة أكثر لأن فيهم زعماء العرب. حركة أمير المؤمنين علي […]
ولما علم أمير المؤمنين علي (عليه السلام) بتحرك عائشة وطلحة والزبير نحو العراق تحرك مسرعا وتمنى الوصول إليهم وإعادتهم إلى المدينة. فلما وصل الربذة علم أنهم قد رحلوا، ولما علم أنهم ذاهبون إلى البصرة ارتاح وقال: أحب أهل الكوفة أكثر لأن فيهم زعماء العرب.
وفي رواية أن أمير المؤمنين عليه السلام خرج من المدينة في أربعمائة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في طلب النقيتين، وأبو الحسن بن عمرو من وخلفته قبيلة بني نجار. ولما وصل إلى أرض بني أسد وطاء، انضم إليه من هاتين القبيلتين ستمائة رجل حتى وصل ذي قار.
وفي رواية أخرى تشير إلى أن أمير المؤمنين علي عليه السلام خرج من المدينة في سبعمائة فارس، فيهم أربعمائة من المهاجرين والأنصار (سبعون رجلاً من أصحاب بدر) وعين مكانه سهل بن حنيف الأنصاري. فلما وصلوا إلى ربة انصرف طلحة وأصحابه. وفي ذلك الوقت، انضم إلى النبي بعض أهل المدينة، منهم خزيمة بن ثابت، وانضم إليهم أيضًا ثلاثمائة فارس من قبيلة طي.
توقف حضرة الأمير (عليه السلام) في “ذي قار” أو “الربذة” ومن هناك أرسل ممثلين عنه إلى الكوفة لحشد القوات المرابطة في الكوفة. هناك اختلاف في من هم نواب النبي، لكن المؤكد أن الأمير (عليه السلام) أرسل ممثلاً إلى الكوفة أكثر من مرة، ومن المؤكد أن الإمام الحسن (عليه السلام) كان حاضراً في الكوفة المناسبة الأخيرة.
وفي رواية الطبري أن أمير المؤمنين علي عليه السلام أرسل محمد بن أبي بكر ومحمد بن عون إلى الكوفة. وأتى الكوفيون إلى أبي موسى للتشاور في أمر انتقالهم والانضمام إلى أمير المؤمنين عليه السلام، وسألوه عن رأيه. قال أبو موسى: طريق الآخرة أن تقيم حيث أنت، وطريق الدنيا هو التحرك. فتجنبه نواب أمير المؤمنين عليه السلام وقالوا له كلاما قاسيا. قال أبو موسى (رغم أنه بايع أمير المؤمنين (عليه السلام) وتولى ولاية الكوفة نيابة عن ذلك الإمام): إن بيعة عثمان لله علي وعلى إمامكم. . إذا أردنا القتال فلن نقاتل حتى يُقتل قتلة عثمان حيثما كانوا.
وبعد أن علم بعدم تعاون أبي موسى، أرسل أمير المؤمنين علي عليه السلام عبد الله بن عباس ومالك الأشتر إلى الكوفة. وتكلموا مع أبي موسى ولما لم يحصلوا على نتيجة طلبوا من بعض أهل الكوفة المساعدة في ترويضه. ألقى أبو موسى كلمة ووصف الحرب مع نختين بالفتنة ومنع حشد الناس.
وبعد عودة ابن عباس الفاشلة، أرسل أمير المؤمنين عليه السلام الإمام الحسن (عليه السلام) وعمار ياسر إلى الكوفة، فدخلا مسجد الكوفة. فقال الإمام الحسن (عليه السلام) لأبي موسى: لماذا تمنع الناس من مساعدتنا؟ فلم يزل أبو موسى يخالف حتى قام زيد بن صوحان، وحجر بن عدي، وعدي بن حاتم، وهند بن عمرو، فدعوا الناس إلى طاعة أمير المؤمنين عليه السلام، ومبايعته، ودعوا الناس إلى طاعة أمير المؤمنين عليه السلام ومبايعته. حشد الناس.
وفي الوقت نفسه، وصل مالك الأشتر، الذي كان قد تحرك مرة أخرى نحو الكوفة بإذن أمير المؤمنين عليه السلام وأخذ معه القبائل في الطريق، ووصل إلى دار عمارة الكوفة، بينما عمار كان ياسر وأبو موسى الأشعري يتجادلان، ذهب عبيد أبو موسى إلى المسجد، جاؤوا وصرخوا أن مالك الأشتر جاء إلى القصر وطردنا.
فلما دخل أبو موسى القصر صاح به مالك: يا بلا أم! اخرج من القصر ليأخذك الله، لقد كنت منافقاً منذ البداية». فقال أبو موسى: أمهلني حتى الليل. فقبل مالك لكنه قال: لن تنام في القصر الليلة. وفي هذه الأثناء اندفع الأهالي إلى دار العمارة ونهبوا أملاك أبي موسى، إلا أن مالك الأشتر طردهم من القصر.
ويروي الطبري رواية أخرى من هذا الوجه أن هاشم بن عتبة (مرقل) جاء إلى أمير المؤمنين علي (عليه السلام) في الربذة فقص اللقاء بين محمد بن أبي بكر وأبي موسى. فبعث ذلك النبي هاشم مرقال إلى الكوفة وكتب إلى أبي موسى أني أرسلت هاشم بن عتبة ليحشد من هناك. لذلك أرسل الناس. لقد وكلتك هذه الحكومة لتكون من رفاقي في سبيل الحق. لكن أبو موسى الأشعري اختلف مرة أخرى. فكتب هاشم إلى علي (عليه السلام) : إني أتيت رجلاً كاذباً مبيناً عداوته. فأرسل أمير المؤمنين علي (عليه السلام) الإمام الحسن (عليه السلام) وعمار ياسر، وعزل أبا موسى، وولي قرزة بن كعب الأنصاري على الكوفة، وكتب إلى أبي موسى: “إن الرغبة في التوبة مما جعل الله لك (ولاية الكوفة) حرمانك منها سيمنعك من تنفيذ أمري. وبعثت حسنًا وعمارًا لتحريك الناس وجعلت قرزة بن كعب واليًا على المدينة. اتركوا عملنا بإدانة وتواضع. إذا لم تقف جانبًا، فقد أمرتهم أن يطردوك، وإذا قاومت وتغلبوا عليك، فسوف يمزقونك إربًا”.
فلما وصل كتاب أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى أبي موسى انصرف وتوجه الناس إلى أمير المؤمنين علي (عليه السلام).
واكتفى بعض المؤرخين بذكر إرسال الإمام الحسن وعمار ياسر إلى الكوفة، ولم يذكروا شيئاً عن الممثلين الذين أرسلوا قبل هذين الشريفين.
ويحتمل أن يكون الاختصار قد اقتصر على ذكر إرسال الممثلين الذين نجحوا في رفض أبي موسى الأشعري وحشد أهل الكوفة.
يكتب أبو حنيفة الدينوري: أول من أرسل أمير المؤمنين علي عليه السلام هاشم بن عتبة إلى الكوفة ليحرك الناس، ثم بعث بعده ابنه الحسن عليه السلام ومعه عمار ياسر. . وبينما كان الإمام الحسن (عليه السلام) وعمار يصلان إلى مسجد الكوفة الكبير، كان عدد كبير من الناس قد تجمعوا بالقرب من أبي موسى.
فقال أبو موسى في ذلك المجلس: يا أهل الكوفة أطيعوني لتكونوا ملجأ للعرب. ليلجأ إليك المظلومون، وليكن الضعفاء آمنين في ملجأك. أيها الناس! إذا حدثت الفتنة رافقها الشك، وإذا انقضت اتضحت حقيقتها. ولا يُعرف من أين نشأت هذه الفتنة المثيرة للانقسام وإلى أين ستؤدي. غمدوا سيوفكم و أخرجوا رماحكم و قطعوا أوتار قسيكم و اجلسوا في زوايا بيوتكم. أيها الناس! والذي ينام على الفتنة خير من القائم، والقائم خير من الذي يجري فيها.
فلما سمع كلامه قال الامام الحسن (عليه السلام): اخرج من مسجدنا واذهب حيث شئت.
ويبدو أن تلقين أبي موسى الأشعري السيئ بمظهره الصالح كان مؤثرا في بعض أهل الكوفة، لأن الكوفة القاعدة والمعسكر الكبير للمجاهدين المسلمين، لم تحشد قوة تذكر للرد على ذلك. أمر خليفة المسلمين كما كان متوقعا. كما اختلف المؤرخون في عدد القوات المرسلة من الكوفة إلى أمير المؤمنين عليه السلام.
وقد عدّهم الطبري في إحدى رواياته أن عدد الذين سافروا مع الإمام الحسن (عليه السلام) يقارب تسعة آلاف شخص، منهم ستة آلاف ساروا في السهل، وألفان وثمانمائة شخص ذهبوا بالمياه. وفي رواية أخرى ذكر جيش الكوفة وهم اثني عشر ألفاً على سبعة أصناف (سبع قبائل وميليشيات الكوفة). كما كتبوا أن عدد الكوفيين في غزوة الجمل وعلى خطى حضرة علي (عليه السلام) كان ستة آلاف شخص (بسبب هجوم أبي موسى ورفض مساعدة النبي) وستة آلاف وخمسمائة وستين وتسعة آلاف وستمائة وخمسين شخصاً، ورغم أن عدد جيش الكوفة (يصل إلى اثني عشر ألف شخص) لم يكن مناسباً مقارنة بالقدرة على حشد القوات من هذا المعسكر العسكري الإسلامي الكبير، إلا أنه بالنظر إلى الترتيب الذي أعطى النبي لجيشه في معركة الجمل، فمن الواضح أن غالبية قوات أمير المؤمنين عليه السلام كان كوفيا.
ومن بين الفرق الثمانية التي شكلت جيش حضرة الأمير (عليه السلام)، كانت سبع فرق تتألف من قوات سبع مجموعات من القبائل المختلفة المتمركزة في الكوفة، وكانت فرقة واحدة منظمة من أهل الحجاز. وجاءت تشكيلة أمير المؤمنين عليه السلام على النحو التالي:
– قبيلتي حمير وهمدان تحت قيادة سعيد بن قيس الهمداني بالراية التي ربطها النبي لهم.
– راية لقبيلة طي بقيادة عدي بن حاتم طي.
– راية لقبائل مذحج وأشترى بقيادة زياد بن نزار حريشى
– راية لقبائل قيس وعبس وذبيان بقيادة سعد بن مسعود الثغيفي عم المختار.
– راية لقبائل كندة وحضرموت وقدح والمهرة بقيادة حجر بن عدي كندي.
– راية لقبائل أزاد وبجيلة وخشام وخزاعة بقيادة مخنف بن سالم الأزدي.
– راية لقبائل بكر وتغلب وربيعة بقيادة مهودوج زحلي.
– راية لقريش والأنصار وغيرهم من أهل الحجاز بقيادة عبد الله بن عباس.
كما شاركت الجيوش السبعة (الكوفة) في معركتي صفين والنهروان.
وبعد انتهاء الحرب وانتصار أمير المؤمنين عليه السلام قال أحد أصحابه: يا أمير المؤمنين عليه السلام! فكيف يجوز لنا قتلهم ويحرم أخذ أموالهم وأسرهم؟ قال حضرة: لا يُؤخذ المسلمون ولا تُؤخذ أموالهم إلا ما استعملوه في الحرب.
وفي رواية أن بعض جنود أمير المؤمنين علي (عليه السلام) أصروا على سبى نسائهم حتى قال: أخبروني أيكم ينال عائشة؟ ثم اقتنعوا.
اترك تعليقاً