ينقل السيد بن طاووس (رحمه الله) في كتابه “لهوف” عن راوٍ أنه قال: دخل عمر بن سعد إلى كربلاء بأربعة آلاف رجل، وبعد ذلك أرسل ابن زياد تعزيزات حتى وصل عددهم إلى عشرين ألفاً في اليوم السادس من المحرم. ورغم أننا لا نعرف بدقة عدد جيش أهل الكوفة، فإن الطبري ينقل عن أبي مخنف أن […]
ينقل السيد بن طاووس (رحمه الله) في كتابه “لهوف” عن راوٍ أنه قال: دخل عمر بن سعد إلى كربلاء بأربعة آلاف رجل، وبعد ذلك أرسل ابن زياد تعزيزات حتى وصل عددهم إلى عشرين ألفاً في اليوم السادس من المحرم.
ورغم أننا لا نعرف بدقة عدد جيش أهل الكوفة، فإن الطبري ينقل عن أبي مخنف أن طرماح بن عدی قال للإمام (عليه السلام): رأيت في اليوم السابق جمعاً خلف الكوفة لم أرَ مثله من قبل، فسألت: من هؤلاء؟ فقالوا: هذا جيش قد أُعدَّ للقتال ضد حسين، وهم في طريقهم إليه.
هذا يشير إلى أن جيش الكوفة كان كبيراً، حيث كانت الكوفة دائماً مركزاً للجيش وتجمعات كبيرة. طرماح بن عدی بن حاتم الطائي هو شيخ القبيلة وقد رأى جيوشاً كبيرة من قبل، لذا فإن ما ذكره يدل على أن عدد الجيش كان كبيراً، وإذا قيل إن العدد كان عشرين أو ثلاثين ألفاً فلا مبالغة في ذلك. حيث كان هناك ألف فارس كطليعة للجيش، أو للبحث عن الإمام (عليه السلام) في الصحراء، ثم جاء أربعة آلاف فارس مع ابن سعد في اليوم الثالث من المحرم، وواصلت القوات بالوصول حتى عصر عاشوراء، كما خرج ابن زياد من الكوفة وأقام في النخيلة، وجمع الجيش وتوجه إلى كربلاء، فوجود ثلاثين ألف عدو ليس مستبعداً.
وفي هذا السياق ينقل الشيخ الصدوق (رحمه الله) حديثين يشيران إلى أن جيش العدو كان عددهم ثلاثين ألفاً:
وبحسب هذا الحديث، يقول الإمام السجاد (عليه السلام): لم يكن هناك يوم أشد من عاشوراء، حيث اجتمع ثلاثون ألف شخص حول حسين (عليه السلام)، وادعوا أنهم مسلمون، وطلبوا دم حسين (عليه السلام) تقرباً إلى الله، ومع تذكير حسين بالله لهم ونصائحه لم يتعظوا حتى قتلوه ظلماً وعدواناً.
بناءً على هذه الرواية، يزور الإمام الحسين (عليه السلام) أخاه الإمام الحسن (عليه السلام) وينظر إليه ويبدأ بالبكاء، فيسأله الإمام الحسن: لماذا تبكي؟ فيقول الإمام الحسين: أبكي لما سيصيبك. فيرد الإمام الحسن (عليه السلام) قائلاً: سيموت الناس على يدي سمّ، لكن مصيبتك أشد، حيث سيأتيك ثلاثون ألف رجل يدعون أنهم من أمة جدنا محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وسيتجمعون لقتلك وسفك دمك وسلب ممتلكاتك وأخذ نسائك وأطفالك، وعندها تحل اللعنة ببني أمية.
وبناءً على ما ورد في هذين الحديثين، فإن عدد جيش العدو كان ثلاثين ألفاً.
اترك تعليقاً