چهارشنبه / ۲۵ مهر / ۱۴۰۳ Wednesday / 16 October / 2024
×

نذکر هنا بعض قصص حل کرم الإمام الحسین (عليه السلام) و بیان أنه أكرم الناس. دخل رجلٌ أعرابي إلى المدينة وسأل عن أكرم الناس، فأشاروا له إلى الإمام الحسين (عليه السلام). دخل المسجد ووجد الإمام في الصلاة، فوقف خلفه وأنشد قائلاً: لَم يَخِبِ الآنَ مَن رَجَاكَ وَمَن حَرَّكَ مِن دُون بابِكَ الحَلَقَةأَنتَ جَوادٌ وَأَنتَ مُعتَمَدٌ […]

کرم الامام الحسین علیه السلام
  • کد نوشته: 7175
  • 6 بازدید
  • بدون دیدگاه
  • نذکر هنا بعض قصص حل کرم الإمام الحسین (عليه السلام) و بیان أنه أكرم الناس.

    دخل رجلٌ أعرابي إلى المدينة وسأل عن أكرم الناس، فأشاروا له إلى الإمام الحسين (عليه السلام). دخل المسجد ووجد الإمام في الصلاة، فوقف خلفه وأنشد قائلاً:

    لَم يَخِبِ الآنَ مَن رَجَاكَ وَمَن حَرَّكَ مِن دُون بابِكَ الحَلَقَة
    أَنتَ جَوادٌ وَأَنتَ مُعتَمَدٌ أَبُوكَ قَد كانَ قاتِلَ الفُسَقَة
    لَولا الَّذِي كانَ مِن أَوائِلِكُم كانَت عَلَينَا الجَحِيمُ مُنطَبَقة

    (الترجمة: “إن من أمل فيك لم يخيب، ومن جاء يطرق بابك جاء من أجل الكرم. أنت كريم ومعتمد، ووالدك كان قاتل الفاسقين. ولولا هداية جدك ووالدك لكنّا في نار جهنم.”)

    عندما أنهى الإمام الحسين (عليه السلام) صلاته، قال لقنبر: “هل بقي شيء من مال الحجاز؟” أجاب قنبر: “نعم، بقي أربعة آلاف دينار.” فقال له الإمام: “أحضرها، فقد جاء المحتاج الحقيقي.” أحضر قنبر الدنانير، فخلع الإمام برديه ولف الدنانير فيهما وأخرج يده الكريمة من خلال فتحة الباب ليعطيها للأعرابي، إذ شعر بالخجل من قلة ما أعطاه وأنشد قائلاً:

    خُذها فَإِنِّي إِلَيكَ مُعتَذِرٌ وَاعلَم بِأَنِّي عَلَيكَ ذُو شَفَقَةٍ
    لَو كانَ في سَيرِنا الغَداةَ عَصاً أَمسَت سَمانا عَلَيكَ مُندَفَقة
    لَكِنَّ رَيبَ الزَّمانِ ذُو غَير والکفُّ مِنّي قَليلَةُ النَّفَقَة

    (الترجمة: “خذ هذه الدنانير، وإني أعتذر إليك لقلة ما قدمت، واعلم أنني مشفق عليك. لو كان هناك مال أكثر لأعطيتك ما يغمر السماء، ولكن الزمن غريب، ويدي الآن قصيرة.”)

    أخذ الأعرابي الدنانير وبكى، فقال له الإمام الحسين (عليه السلام): “أتبكي لأن ما أعطيتك قليل؟” فقال الأعرابي: “لا، بل أبكي لأن هذه الأيادي الكريمة ستدفن في التراب.”

    ثم أكرم الإمام الحسين (عليه السلام) أحد المحتاجين بخمسين ألف وخمسمائة دينار وعباءته الخاصة، وقال: “لو كان لدي غير هذه الأموال، لأعطيتك إياها، وأسأل الله أن يجزيك خيراً.”

    ومن كرم الإمام الحسين (عليه السلام) أنه أعطى أعرابية ثلاثة آلاف خروف وثلاثة آلاف دينار مقابل طعام قدمته له في سفر، وعندما علم أحد معلمي القرآن الكريم لأحد أولاده بفضل الإمام، ملأ فمه باللؤلؤ.

    هذا بعض من فيض كرم الإمام الحسين (عليه السلام)، الذي كان مثالًا في الجود والعطاء، فكان يُنشد قائلاً:

    إذا جادت الدنيا عليك فجدبها على الناس طرًّا قبل أن تتفلّت
    فلا الجود يفنيها إذا هي أقبلت ولا البخل يبقيها إذا ما تولّت

    “إذا أقبلت عليك الدنيا فامنحها للناس قبل أن تفلت منك، فإن الكرم لا يفنيها عندما تأتي، والبخل لن يبقيها إذا رحلت.”)

    کتاب مناقب آل أبي طالب – ابن شهرآشوب    جلد : 4  صفحه : 65

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *