پنجشنبه / ۱ آذر / ۱۴۰۳ Thursday / 21 November / 2024
×

الشجاع هو من يكون قلبه قويًا، ولا يخاف من المصائب والشدائد، ولا ينهار ولا يتزعزع، ويصبر، حتى وإن لم يكن قويًا بدنيًا. الإمام الحسين (عليه السلام) كان أشجع الشجعان، سواء من جهة القلب أو من جهة البدن، وإذا تم التدقيق في أعماله في يوم عاشوراء، يتضح هذا تمامًا. فبالرغم من أن الأعداء كانوا محاصرينه وكان […]

الشجاعة و الصبر من الامام الحسین علیه السلام
  • کد نوشته: 7197
  • 10 بازدید
  • بدون دیدگاه
  • الشجاع هو من يكون قلبه قويًا، ولا يخاف من المصائب والشدائد، ولا ينهار ولا يتزعزع، ويصبر، حتى وإن لم يكن قويًا بدنيًا. الإمام الحسين (عليه السلام) كان أشجع الشجعان، سواء من جهة القلب أو من جهة البدن، وإذا تم التدقيق في أعماله في يوم عاشوراء، يتضح هذا تمامًا.

    فبالرغم من أن الأعداء كانوا محاصرينه وكان واضحًا أنه سيُقتل، فقد أدا واجبه على أكمل وجه وتولى جميع الأمور. بدأ الإمام (عليه السلام) معركة شاملة ضد الأعداء؛ لم يقصر في التبليغ والوعظ وتخويفهم، وأقام الحجة عليهم. قال تلك الخطبة البليغة وأثبت حقانيته على جيش الأعداء. في ذلك اليوم ومع تلك الصعوبات التي كانت تهيئ المجال للقلق والاضطراب، ألقى الإمام (عليه السلام) الخطبة التي أذهلت جميع الحاضرين وأبهمتهم.

    كما لم يقصر الإمام في فنون الحرب، مثل حفر الخندق وملئه بالنار، وتقريب الخيام من بعضها البعض حتى لا يتمكن الأعداء من التسلل من الخلف، ولتكون المعركة من جهة واحدة فقط. كذلك، نظم الإمام جيشه القليل المحدود ورتب الميمنة والميسرة والقلب.

    كان الإمام حسين (عليه السلام) يقاتل بشكل منظم وكأنه يرى نفسه غالبًا والأعداء مغلوبين. هذه الأمور تدل على أنه لم ينهار ولم يبرد عزيمته. من جهة أخرى، بالرغم من المصائب العديدة التي حلت بالإمام والتي لا تُعد ولا تُحصى، ولو كانت واحدة منها تقع على أقوى الناس لكانت تجعله عاجزًا، إلا أن الإمام (عليه السلام) صمد كالجبل، وكأنه لم يشعر بأي ضعف.

    إذا نظرت إلى صبر أكثر الناس، سترى أن أي مصيبة كبرى تصيب أقرب الناس إليهم قد تجعلهم في حالة ضعف ويحتاجون إلى مساعدة الآخرين. ولكن هذا هو حسين بن علي (عليهما السلام) الذي يرى ابنه علي الأكبر (عليه السلام) يُقْتَل ويذهب إلى ساحة المعركة، وبعد فترة قصيرة يرى الأعداء يقطعون جسده، ومع ذلك يتحمل هذه المصيبة ويواصل أداء واجباته ويستعد لمواجهة مصائب أخرى.

    إذا تأملت قليلًا، ستظهر عظمة كل مصيبة وصعوبة مواجهتها وصبر الإمام عليها، وستتجلى شجاعة الإمام (عليه السلام) من حيث قوة القلب والبدن من خلال معركته مع جيش أهل الكوفة.

    مع أن الإمام (عليه السلام) أصبح وحيدًا بعد قتل أقربائه وأصحابه، ورغم ما شاهده من مصائب وأحوال صعبة، فإن الأعداء كانوا يفرون أمامه عند مواجهته لهم. الراوي يقول: والله! لم أرى أحدًا، سواء قبل أو بعد مقتله، كان أقوى قلبًا وثباتًا من الحسين (عليه السلام) في وجه الأعداء، فقد كانوا يفرون من جانبيه.

    في ذلك الوقت، كانت المواجهة المباشرة في الحروب عادةً بين الشجعان، وكان أهل الكوفة رجال حرب وقاتلوا في حروب إيران والشام والخوارج، لكنهم مع ذلك كانوا يخشون مواجهة الإمام حسين (عليه السلام) وحتى في المعارك الجماعية كانوا يفرون من أمامه.

    إذا تم التدقيق في كثرة الجروح والسهام التي أصابت الإمام حسين (عليه السلام) وصموده رغم بدنه، ستظهر عظمة وشجاعة حسين بن علي (عليهما السلام). نعم، هو الخلف الصالح لعلي بن أبي طالب (عليهما السلام)، كما اعترف بذلك ابن سعد.

    «صلى الله عليك يا أبا عبدالله»

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *