چهارشنبه / ۲۵ مهر / ۱۴۰۳ Wednesday / 16 October / 2024
×

حياة السيدة رباب (سلام الله علیها) السيدة رباب (سلام الله علیها) هي ابنة عمرو بن قیس الكلبي، والتي كانت ابنة ثالثة لرجل مسيحي اعتنق الإسلام في زمن الخليفة الثاني وتزوجت من الإمام حسين (عليه السلام). كانت السيدة رباب، على ما يبدو، الزوجة الوحيدة للإمام (عليه السلام) التي حضرت في كربلاء. أنجبت من الإمام (عليه السلام) […]

السيدة رباب (سلام الله علیها)
  • کد نوشته: 7374
  • 5 بازدید
  • بدون دیدگاه
  • حياة السيدة رباب (سلام الله علیها)

    السيدة رباب (سلام الله علیها) هي ابنة عمرو بن قیس الكلبي، والتي كانت ابنة ثالثة لرجل مسيحي اعتنق الإسلام في زمن الخليفة الثاني وتزوجت من الإمام حسين (عليه السلام). كانت السيدة رباب، على ما يبدو، الزوجة الوحيدة للإمام (عليه السلام) التي حضرت في كربلاء. أنجبت من الإمام (عليه السلام) ابنة تُدعى “سكينة” وابنًا يُدعى “عبد الله”، المعروف بـ “علي الأصغر (عليه السلام)”، وهو طفل رضيع استشهد حين رفعه الإمام (عليه السلام) طلباً للماء عند العدو، فقتله حرملة بسهمه في أحضان والده.

    تشهد الأدلة التاريخية على أن السيدة رباب كانت من النساء العظيمات والمعروفات في كربلاء، ومن أكثر الزوجات قربًا ومحبة للإمام حسين (عليه السلام)، ومن النساء الفاضلات والمخلصات في عصرها. كانت تحظى بمقام عظيم لدى الإمام (عليه السلام) وكانت وفية له. قصائدها ورثائها في مصاب الإمام حسين (عليه السلام) تعبر عن عظمة شخصيتها ومعرفتها بالسيد الشهيد (عليه السلام).

    كانت السيدة رباب (سلام الله علیها) عالمة وفاضلة، ولها مكانة رفيعة عند الإمام سيد الشهداء (عليه السلام). يمكن قياس مقدار مكانة أي شخص من خلال أقوال العلماء، خاصة من أهل البيت (عليهم السلام). ومن خلال التعابير التي وردت عن الإمام الحسين (عليه السلام) بشأنها، يمكن الكشف عن أوج مقام هذه السيدة الجليلة.

    أدركت السيدة رباب (سلام الله علیها) عظمة مقام الإمام الحسين (عليه السلام) وشاركت معه في كربلاء.

    بعد واقعة عاشوراء، أُسِرَت السيدة رباب (سلام الله علیها) كما حدث لبقية نساء أهل البيت (عليهم السلام)، وسُبِيَت إلى الكوفة ثم إلى الشام. وتروى حادثة أنها في الكوفة وفي مجلس ابن زياد، حين رأت رأس الإمام الحسين (عليه السلام)، انتابتها حالة من الاضطراب، فتقدمت وأخذته من الطست واحتضنته وبسته، ثم أنشدت:

    واحسیناه! فلا انسی حسیناه اقصدته أسنّة الاعداء
    غادروه بکربلاء صریعا لاسقی الله جانبی (الغیث بعده) کربلاء

    ظلت السيدة رباب (سلام الله علیها) في حزن دائم على مصاب الإمام الحسين (عليه السلام)؛ حتى أنه قيل بعد واقعة عاشوراء، أنها لم تظل تحت سقف أو ظل حتى أصابتها الأمراض نتيجة الحزن والبكاء المستمر على استشهاد الإمام الحسين (عليه السلام)، وتوفيت في المدينة المنورة في عام 62 هجريًا.

    فضائلها:

    من الواضح لأهل الفضل أن حب وبغض الإمام (عليه السلام) ليس لهما بعد شخصي أو عاطفي، بل يعكس بغض الإمام المعصوم مدى خبث الشخص وحب الإمام يعكس عظمة الروح والمقام الروحي للشخص. كان الإمام الحسين (عليه السلام) يحب السيدة رباب (سلام الله علیها) كثيرًا، وعندما تزوجها، نالت منزلة عظيمة في عينيه من حيث الكمالات النفسية، وأصبحت محبوبة لديه بشدة، وقد قيل إن الإمام حسين (عليه السلام) وصف حبه لها بقوله:

    لعمرک اننی لأُحب دارا تکون بها سکینه و الرباب
    احبهما و ابذل جل مالی و لیس لعاتب عندی عتاب

    قال الصفي في “الوفاء بالوفيات”:

    “كانت رباب من أفضل النساء وأجملهن وأفضلهن.”

    وذكر ابن عساكر في “تاريخ دمشق”:

    “كانت من أجمل النساء وأعقلهن.”

    وصف السيد محسن الأمين في “عيون الشيعة”:

    “كانت من خيار النساء جمالًا وأدبًا وعقلًا.”

    وقال هشام الكلبي:

    “وكانت رباب من خيار النساء وأفضلهن.”

    فضائل ومقامات السيدة رباب واضحة ولا يخفى شيء منها. إن أولياء الله، بقدر مقامهم الرفيع، يتعرضون لاختبارات أصعب من قِبَل الله تعالى. في وصفها، قد لا يكون من المبالغة القول بأنها “زينب الثانية في كربلاء”، لأن عملها في حادثة كربلاء وبعدها يعكس مكانتها الرفيعة كحجة إلهية في إعلان الأمور المهمة. وقد يكون ذلك مشابهًا لمقام السيدة زينب (سلام الله علیها) والسيدة مريم (سلام الله علیها) وغيرهن من النساء اللاتي كن حججًا إلهية في بعض الأمور الهامة.

    صلى الله وسلامه على السيدة رباب وجميع النساء المؤمنات الطاهرات على مرّ التاريخ، خاصة النساء اللواتي حضرن كربلاء، وجميع أصحاب سيد الشهداء عليه السلام، يوم ولادتهم ويوم شهادتهم ويوم يبعثون.

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *