چهارشنبه / ۲۵ مهر / ۱۴۰۳ Wednesday / 16 October / 2024
×

ما معنى كلمة “سقيفة”؟السقيفة من الجذر “سقف”، وتعني المكان الذي يحتوي على سقف أو مظلة. وقد عرّف بعض اللغويين السقيفة بأنها أي مكان يحتوي على سقف، سواء كان مكانًا يحتوي على منصة أو ارتفاع في مقدمته، أو كان بدون منصة، ولكن يجب أن يكون مرئيًا ومحددًا من بعيد. لماذا كانوا يبنون السقيفة؟كان أهل الجزيرة العربية […]

السقیفة ما هی و لماذا؟
  • کد نوشته: 7428
  • 6 بازدید
  • بدون دیدگاه
  • ما معنى كلمة “سقيفة”؟
    السقيفة من الجذر “سقف”، وتعني المكان الذي يحتوي على سقف أو مظلة. وقد عرّف بعض اللغويين السقيفة بأنها أي مكان يحتوي على سقف، سواء كان مكانًا يحتوي على منصة أو ارتفاع في مقدمته، أو كان بدون منصة، ولكن يجب أن يكون مرئيًا ومحددًا من بعيد.

    لماذا كانوا يبنون السقيفة؟
    كان أهل الجزيرة العربية يبنون سقائف للمنازل والمتاجر والمساجد هربًا من شدة الحرارة. كانوا يستخدمون الحصر أو السجاد المصنوع من صوف الماعز، وكانوا يتجمعون هناك خلال أوقات الفراغ للتحدث عن الأخبار والأمور الاجتماعية المهمة. ويبدو أن بعض القبائل، أو ربما جميعها، كانت تمتلك سقيفة تستخدم للأغراض العامة ولعقد الاجتماعات.

    لماذا اجتمع الناس في سقيفة بني ساعدة بين السقائف الأخرى؟
    بعد وفاة النبي (صلى الله عليه وآله)، قررت قبيلة الأنصار اختيار سعد بن عبادة الخزرجي، زعيم قبيلة الخزرج، للخلافة. ولذلك اجتمعوا جميعًا في سقيفة بجانب بيت سعد، والتي عُرفت باسم سقيفة بني ساعدة. ومن المهاجرين، علم ثلاثة فقط بهذا الحدث وهم: أبو بكر، وعمر، وأبو عبيدة الجراح، الذين حضروا السقيفة معًا.

    لماذا فكّر الأنصار في الاجتماع في السقيفة؟
    انتشر خبر وفاة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بين الأنصار والمهاجرين. وعندما علم الأنصار بهذا الخبر، أسرعوا إلى السقيفة وتحدثوا عن هذا الحدث الهام.
    والسؤال الذي يجب طرحه هو: لماذا اجتمع الأنصار في السقيفة، وما هو السبب وراء ترشيح سعد بن عبادة “رئيس الخزرج” للإمارة؟ ألم يكونوا على علم باختيار علي (عليه السلام) لقيادة الأمة الإسلامية، أم أن العديد منهم لم يحضروا غدير خم؟ ما الذي دفعهم إلى اتخاذ مثل هذا القرار؟

    لدى المحللين والمؤرخين آراء مختلفة حول سبب تفكير الأنصار، الذين قدموا كل الدعم الكامل للنبي الكريم (صلى الله عليه وآله)، في تعيين خليفة للنبي بعد وفاته:
    يرى بعض المحللين أن سبب تجمع الأنصار في السقيفة كان خوفهم على مستقبلهم ومصيرهم بعد وفاة رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، خاصة أنهم كانوا قلقين من تحالف قريش (التي كانت من المهاجرين) ضدهم بعد فتح مكة. ويشير مؤيدو هذا الرأي إلى أن معرفة الأنصار بمخطط تم إعداده من قبل بعض المهاجرين لخلافة النبي قد أثرت في هذا التجمع.

    يرى بعض الكتاب، مثل العلامة مظفر، أن اجتماع السقيفة كان نتيجة لهذه الأمور:
    أ) كان الأنصار يرون أنهم الأحق والأكثر اهتمامًا بحماية الإسلام، نظرًا لتضحياتهم بأنفسهم وأموالهم وأبنائهم في سبيل هذا الدين.
    ب) كانت قبائل الأنصار تخشى انتقام قريش، خاصة أن العديد من زعماء قريش قُتلوا في حروب النبي بسيوف الأنصار. بالإضافة إلى ذلك، وعد النبي الأنصار بظلم واستبداد الحكام من بعده، ودعاهم إلى الصبر والتحمل في هذه الظروف.
    ج) كان الأنصار يعتقدون أن قريش لن يقبلوا بكلام النبي عن علي (عليه السلام).

    ويرى آخرون أن أبا بكر أعلن رسميًا خبر وفاة النبي (صلى الله عليه وسلم) في المسجد، فاجتمع حوله عامة الناس في المدينة وبايعوه. هذه الحادثة أثارت شكوكًا لدى الأنصار في المدينة حول صحة اختيار خليفة من بينهم، مما أدى إلى انعقاد اجتماع السقيفة.

    وقد أشار البعض أيضًا إلى أن الطموح والجشع كان من الدوافع التي قادت سعد بن عبادة، وهو من زعماء العرب، إلى السقيفة رغم مرضه، أملاً في أن يبايعه الناس.

    معيار اختيار الخليفة
    كان المعيار الرئيسي لاختيار الخليفة في السقيفة هو منع بني هاشم من الوصول إلى هذا المنصب واستعادة مكانة قريش التي فقدوها.
    قريش كانت قد خاضت حروبًا ومؤامرات ضد الإسلام في زمن النبي (صلى الله عليه وآله)، لكنها اضطرت في النهاية إلى قبول الهزيمة وعاشت بين المسلمين بخزي وذلّ. لكن بعد حادثة السقيفة التي أعقبت وفاة النبي (صلى الله عليه وآله)، وتمكنت قريش من استعادة السيطرة على الحكم الإسلامي، مما أدى في النهاية إلى هيمنة بني أمية على المجتمع الإسلامي.

    تتحدث مصادر أهل السنة الموثوقة، مثل “صحيح البخاري”، عن يوم اجتماع مجموعة من الأنصار في السقيفة لاختيار أمير للمسلمين. كانوا يعتزمون اختيار سعد بن عبادة الأنصاري ـ رئيس قبيلة الخزرج ـ كأمير، لكن أبا بكر تمكن من هزيمتهم من خلال رفع شعار فضل قريش. قال أبو بكر: “خليفة المسلمين يجب أن يكون من قريش”، مستندًا بذلك إلى حديث النبي (صلى الله عليه وآله)، وقد تغلب بهذا الشعار على الأنصار.

    وتظهر الروايات والأحاديث المتعلقة بمحادثات ذلك اليوم في السقيفة أن معيار اختيار الخليفة كان بشكل أساسي يعتمد على “القرشية”.

    يقول ابن أبي الحديد في شرح الخطبة 26 من نهج البلاغة: قال عمر للأنصار: “والله، العرب لن ترضى بأن تحكموا وتؤمّروا عليهم لأن النبي (صلى الله عليه وآله) لم يكن من قبيلتكم. لكن العرب بالتأكيد لن تمانع في أن يحكمها رجل من قبيلة النبي. من يمكنه أن ينازعنا في حكم ووراثة محمد ونحن أقرباؤه؟”.

    وفي رواية ابن إسحاق: “أنتم تعلمون جيدًا أن هذه الجماعة من قريش تمتلك مكانة ومقامًا لا تملكه القبائل الأخرى، وأن العرب لن يجتمعوا إلا على رجل من قريش”.

    وقال أبو بكر: “العرب لن تقبل إلا بخليفة من قريش”.

    مضمون هذا الكلام هو أن الشرط الأساسي لقيادة المسلمين ليس الجدارة والتقوى والفضيلة، بل “الشرف القبلي”، والذي ينحصر في قريش فقط؛ لأن قريش كانت تتمتع بالسيادة الدينية والمالية في زمن الجاهلية. وبالتالي، بعد وفاة النبي (صلى الله عليه وآله)، قريش هي التي تستحق أن تتولى زمام الأمور وتحكم المسلمين.

    وكان هذا هو العامل الأساسي الذي مكن أبا بكر وأعوانه من التغلب على جمع كبير من الأنصار في ذلك اليوم.

    وختامًا، يظهر من تحليل أحداث النصف الأول من الإسلام أن ما حدث في “السقيفة” لم يكن فقط هزيمة للأنصار أمام طموحات قريش، بل تأسيسًا لمبدأ فتح الباب أمام سلسلة من المشاكل الأخرى التي واجهت العالم الإسلامي.

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *